(ثم قال: ((انهزموا ورب محمد)) فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى. فوالله ما هو أن رماهم بحصياته. فما زلت أرى حدهم كليلا، وأمرهم مدبرا).
(ثم قبض قبضة من تراب الأرض، واستقبل به وجوههم وقال: ((شاهت الوجوه)). فما خلى الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا من تلك القبضة. فولوا مدبرين).
إن الله تعالى قادر على أن ينزل نصره. بدون المسلمين جميعا. وآلافهم المؤلفة. وقادر جل شأنه أن يفعل بقبضة الحصى والتراب. ما يعجز عن فعله عشرات الألوف من السيوف والرماح. وقادر جل شأنه أن يزلزل الأرض بعدوه. من دون قتال.
ولكنها السنة الإلهية. فلم يقاتل الملائكة في حنين. لكنها أبقت المسلمين كثرة في أعين عدوهم. ريثما بدأ توافد المسلمين من جديد.
وحمي الوطيس، واستعرت المعركة. ولم تقض كف الحصباء على المشركين. إنما ملأت عيونهم ترابا ثم راحت سيوف المسلمين تعمل في رقابهم.
وشاءت إرادته تعالى أن يتم النصر ظاهرا من خلال عالم الأسباب. بعد أن حمى رسوله وخذل عدوه حين انقطع عالم الأسباب.
٦ - وفي معركة القلوب برزت أعظم ظاهرتين. وبرزت من خلالهما المستويات الإيمانية الرفيعة. وكانت الأولى: إعادة سبايا هوازن لهوازن. بعد أن تم