للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا في المد الشعوري والعاطفي حين تطرح المواجهة مع العدو. وأن تربيتها صارت على مستوى هذه المواجهة. أم لا. حتى لا تعتورها العجلة، وينتابها الغرور. فتضحي بشبابها قبل الأوان.

٣ - وظاهرة النفاق التي برزت من جديد. مستفحلة. منظمة، مخططة. بعد أن اختفت أو كادت تختفي قبل فتح مكة. ويكفي أن نلاحظ أن القرآن الكريم أفرد لها من المعالجة في سورة التوبة أكثر من نصف السورة. هي أمر طبيعي. تعكس ضخامة الامتداد البشري والمكاني للإسلام. والذي رافق قوة الإسلام وسيادته في الأرض. فلم يعد أمام الناس إلا الإسلام. وكانت وفود القبائل تترى لتعلن إسلامها وانضمامها للمعسكر النبوي، ولا شك أن بعض هذه القبائل أو قياداتها. لم يكن مخلصا في دخوله الإسلام. لكنه لابد أن ينحني للعاصفة، ويسعى بعد ذلك للمواجهة. خوفا على سلطانه، وخوفا على طغيانه أن ينتزع منه.

وبرزت مظاهر هذا النفاق في جوانب شتى.

(أ) في التخلف عن الجهاد. والاعتذار بأعذار واهية. فندها القرآن جميعا، وعراها وعرى أصحابها.

(ب) في التثبيط عن الجهاد، ودعوة الناس للقعود. وقالوا: لا تنفروا في الحر. قل نار جهنم أشد حرا.

(ج) في اللمز من المطوعين الذين لا يجدون إلا جهدهم. فيسخرون منهم.

(د) في اتهام المنفقين بالرياء. حتى. لا يسلم الصف الإسلامى. ويسود فيه اللغط والغيبة.

(ض) في التشكيك بالمعجزات النبوية أثناء الغزوة. والحرص على مخالفة

<<  <   >  >>