وكانت هذه قاصمة ثانية - فهو يرى أن النصر لو تحقق. فسيشترك فيه طالما أن حزبه وحلفاؤه قد ساهموا فيه. ويكون له المركز الثاني بعد رسول الله (ص). أما وقد فاته تحقيق الزعامة بأخذ رأيه في البقاء في المدينة.
وفاته المشاركة في النصر عن طريق حزبه وحلفائه. فليشارك إذن في صنع الهزيمة. عله يتخلص من محمد (ص) وزعامته. وليضرب ضربته الذكية. وينفصل بثلث الجيش عائدا إلى المدينة معلنا:(.... سفه رأيي، ورد حلفائي. ما أدري علام نقتل أنفسنا أيها الناس). ولئن كات تصرفاته يوم بني قنيقاع كبيرة على الحس الإسلامي. فلقد أصبحت تافهة لا تذكر أمام تصرفه في أحد.
ولقد كانت ذات أثر خطير جدا من الناحية المعنوية. فأن ينفصل الجيش معه. فهذا يعني تصدع الصف الداخلي وهو مقدم على حرب عنيفة. وإذا أردنا أن نحدد أبعاد هذه الخطوة أكثر فيمكن القول: إن الأمر أكبر من ثلث الجيش. فقد أكد القرآن الكريم أن هناك بعض الفئات كادت تستجر معه {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون}) (١).
كما يشير القرآن الكريم إلى المنافقين الذين بقوا في الجيش، وعلهم مكثوا بأمره ليتموا المهمة الخطيرة. مهمة إشاعة الفوضى والرعب في الصفوف. حيث يؤكد القرآن هذا المعنى بقول الله عز وجل: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من