الأول كافية لتبيان نوعية هذه النماذج. وكفيلة بأن تعيدهم إلى حظيرة الإيمان.
لكننا نجد أن مواقفهم لم تتغير. فقد كان الموقف حاسما وواضحا في أحد. وقد رد حلفاء عبد الله بن أبي من اليهود. فلا يمكن أن يقوم في الصف الإسلامي تكتل محاذ لكتلة المسلمين وجماعتهم. ولا يمكن أن يقبل تجمع بجوار الجماعة المسلمة. ينتمي لغير قيادتها. ويفرض رأيه عليها. رغم حاجة رسول الله (ص) إلى العدد حيث يواجه ثلاثة آلاف بألف مقاتل. إلا أن المبدأ لا ينقض.
فطالما أنهم لم يعلنوا انضمامهم للصف الإسلامي. فلا استعانة بأهل الكفر على أهل الشرك. وهم يشكلون خطرا على الصف الإسلامي نفسه. فالخطورة تكمن في أنهم ليسوا حلفاء المسلمين. إنما هم حلفاء عبد الله بن أبي. فسلامة الصف ووضوح الولاء أهم بكثير من التجمع العشوائي. وكان انفصال عبد الله بن أبي رحمة بالمؤمنين. وكما قال عبد الله بن عمرو بن حرام:(أبعدكم الله. فسيغني الله عنكم نبيه).
وكان بالإمكان بعد العودة من أحد أن يوجد في الصف الإسلامي الخالص من يعذر عبد الله بن أبي ويدافع عنه، ويجد له ولحزبه العذر بالعودة بحجة أنهم مسلمون لهم ظروفهم. لكن كلام الله تعالى عنهم جاء كوقع الصاعقة عليهم. فقد كان القرآن يدمغهم بالنفاق بأوضح بيان {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالو لو نعلم قتالا لاتبعنكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم