لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون} (١).
إن الصورة لتختلف تماما اليوم عنها في أحد. فلئن كان التحدي سافرا في أحد. فقد خنسوا اليوم وراحوا يعملون في الخفاء كخفافيش الظلام، لم يعودوا يملكون القوة على المواجهة، ولا القوه على التحدي إنما يتآمرون من وراء الأقنعة علهم ينتصرون مع حلفائهم اليهود على المسلمين. فهم يدعون بني النضير للثبات في وجه المسلمين، وإلى المقاومة، كما يعلنون لهم أن مددهم قادم ولا ريب في ألف من المنافقين. وقد ربطوا مصيرهم بمصيرهم.) لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا. وإن قوتلتم لننصرنكم) ولئن كان عبد الله بن أبي قد استطاع أن يحافظ على حياة حلفائه بني قينقاع. فهو أعجز اليوم من أن يبدي رأيا أو يتقدم بطلب لرسول الله (ص) بعد تلك الخيانة السافرة في أحد. وهو في الوقت نفسه يجلل بالعار من جديد في الخيانة التي فضحها القرآن عن التآمر السري بين الفريقين، المنافقين وكفار أهل الكتاب. وكان خروج اليهود بدون سلاح، وهدمهم بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين صفعة عنيفة للمنافقين. وإسقاطا ماديا ومعنويا لهم.
القرآن يتنزل. والمواقف تتضح والمنافقون يتعرون .. ومع ذلك يبقي الإسلام ورسول الإسلام بابا مفتوحا إلى التوبة. فلن يوصد الباب أبدا. لكن اللعب على الحبال مكشوف والتظاهر بالإيمان مفضوح لا