للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففعل. وكان رسول الله (ص) قد حاز الأموال كلها، الشق ونطاة والكتيبة، وجميع حصونهم، إلا ما كان من ذينك الحصنين. فلما سمع بهم أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا بعثوا إلى رسول الله (ص) يسألونه أن يسيرهم ويحقن دماءهم، ويخلوا له الأموال. ففعل. وكان فيمن مشى بين رسول الله (ص) وبينهم محيصة بن مسعود أخو بني حارثة. فلما نزل أهل خيبر على ذلك. سألوا رسول الله (ص) أن يعاملهم في الأموال على النصف، وقالوا: نحن أعلم بها منكم، وأعمر لها، فصالحهم رسول الله (ص) على النصف.

((على أننا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم.))). فصالحه أهل فدك على مثل ذلك. فكانت خيبر فيئا بين المسلمين. وكانت فدك خالصة لرسول الله (ص) لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب.) (١).

...

لقد كانت نهاية بني قينقاع بعد بدر. وكانت نهاية بني النضير بعد أحد، وكانت نهاية بني قريظة بعد الخندق، وكانت نهاية بني قريظة من أسوأ النهايات. لأن غدرم كان أعظم الغدر. وكان يمثل الطبيعة اليهودية أكبر تمثيل، وكانت المعركة شوكة كبيرة للمسلمين وهزيمة ماحقة لليهود وإنهاء لوجودهم في المدينة بعد ست سنوات من التعايش القلق. وهذا ما قاله سلام بن مشكم زعيم بني النضير بعد حيي بن أخطب، والذي أقام في خيبر، وتلقى مع بقية اليهود نبأ مقتل بني قريظة صبرا بالسيف: هذا كله عمل حيي بن أخطب، لا قامت يهودية بالحجاز


(١) السيرة النبوية لابن هشام م٣٣٧/ ٢.

<<  <   >  >>