للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: كفء كريم ماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذلك. قال: ادعيها إلي، فدعيتها قال: أي بنية، إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك وهو كفء كريم. أتحبين أن أزوجك به؟ قالت: نعم. قال: ادعيه لي. فجاء رسول الله. فزوجها إياه. فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج فجعل يحثي على رأسه التراب، فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوعي أحثي على رأسي التراب أن تزوج رسول الله (ص) سودة بنت زمعة ..) (١)

فقد تزوج رسول الله (ص) عائشة بوحي من السماء. وبتوجيه من جبريل عليه الصلاة والسلام. وكان من ثمرة هذا الزواج في الدعوة إلى الله وتبليغ الرسالة. قول ابن اختها عروة بن الزبير:

ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة (٢).

وأما سودة بنت زمعة رضي الله عنها. فكان جبرا لخاطر كسير بعد وفاة زوجها السكران بن عمرو رضي الله عنه. والذي مات بعد عودته من مهاجرة الحبشة. وهي في بيت شرك ووثنية. حتى ليحثو أخوها التراب على رأسه عندما سمع بهذا الزواج. فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو. فرأت في المنام كأن النبي (ص) أقبل يمشي حتى وطىء على عنقها. فأخبرت زوجها بذلك. فقال: وأبيك لئن صدقت


(١) مسند الإمام أحمد ٦/ ٢١٠ - ٢١١ - ٢١٢.
(٢) أسد الغابة في معرفة الصحابة ٥/ ٥٠٤.

<<  <   >  >>