رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نسائه. فلما صار إلى منزل يقال له تبار على ستة أميال من خيبر. مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه. فوجد النبي (ص) في نفسه من ذلك. فلما كان بالصهباء وهي على بريد من خيبر. قال رسول الله (ص)(ص) لأم سليم: عليكن صاحبتكن فأمشطنها. وأراد رسول الله أن يعرس بها هناك. قالت أم سليم وليس معنا فسطاط ولا سرادقات. فأخذت كسائين أو عباءتين فسترت بينهما إلى شجرة فمشطتها، وعطرتها. قالت أم سنان الأسلمية: وكنت فيمن حضر عرس رسول الله (ص) بصفية مشطناها وعطرناها. وكانت جارية تأخذ الزينة من أوضأ ما يكون من النساء، وما وجدت رائحة طيب أطيب من ليلتئذ. وما شعرنا حتى قيل رسول الله يدخل على أهله. وأقبل رسول الله (ص) يمشي إليها فقامت إليه. وبذلك أمرناها. فخرجنا من عندهما، وأعرس بها رسول الله (ص) هناك وبات عندها. وغدونا عليها وهي تريد أن تغتسل. فذهبنا بها حتى توارينا من العسكر فقضت حاجتها واغتسلت. فسألناها عما رأت من رسول الله (ص). فذكرت أنه سر بها، ولم ينم تلك الليلة، ولم يزل يتحدث معها، وقال لها:((ما حملك على الذي صنعت حين أردت أن أنزل المنزل الأول فأدخل بك؟))) قالت: خشيت عليك قرب يهود فزادها ذلك عند رسول الله (ص). وأصبح رسول الله فأولم عليها هناك وما كانت وليمته إلا الحيس (١) وما
(١) الحيس: تمر يخلط بسمن وأقط (شيء يخذ من مخيض الغنم) فيعجن عجنا شديدا ثم يندر منه نواه.