للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو يبشر سراقة بن مالك رضي الله عنه بقوله:

كيف بك إذا لبست سواري كسرى ومنطقته وتاجه (١). ...

٨ - وتمر الأيام تترى في المدينة، ورسول الله (ص) ماض يؤدي رسالة ربه. وهو يذكر المسلمين دائما بأن الأرض لله يرثها العباد الصالحون. فها هي غزوة الخندق: وبشريات رسول الله (ص) بفتح الأرض له.

(قال ابن إسحاق: وحدثت عن سلمان الفارسي أنه قال: ضربت في ناحية من الخندق فغلظت علي صخرة ورسول الله (ص) قريب مني. فلما رآني أضرب. ورأى شدة المكان علي. نزل فأخذ المعول من يدي فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة. ثم ضرب به ضربة أخرى فلمعت تحته برقة أخرى قال: ثم ضرب الثالثة فلمعت برقة أخرى. قال: قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب؟ قال: ((أوقد رأيت ذلك يا سلمان؟))) قلت: نعم. قال: ((أما الأولى فإن الله فتح علي باب اليمن. وأما الثانية فإن الله فتح علي باب الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن الله فتح علي بها المشرق))) (٢).

ومع نهاية الخندق حيث رسخت أقدام النبي (ص) في المدينة وقال:


(١) أسد الغابة لابن الأثير ٢٦٦/ ٢ وقد أورده بسنده عن ابن عيينة عن ابن موسى عن الحسن.
(٢) البداية والنهاية لابن كثير /٤/ ١١٢ وقال: قال البيهقي وهذا الذي ذكره ابن إسحاق قد ذكره موسى بن عقبة في مغازيه.

<<  <   >  >>