للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحنطة من الشام فيقبلها الشعب ثم يضرب أعجازها فيدخل عليهم. فيأخذون ما عليها من الحنطة، (١).

وما انتهى الحصار بعد ثلاث سنين إلا من خلال العصبية القبلية:

«ثم سعى في نقض الصحيفة أقوام من قريش، وكان أحسنهم في ذلك بلاء هشام بن عمرو (٢) مشى في ذلك إلى زهير بن أبي أمية (٣)، وإلى مطعم بن عدي (٤)، وإلى أبي البختري بن هشام (٥)، وإلى زمعة بن الأسود (٦). وكان سهل بن بيضاء (٧) الفهري هو الذي مشى إليهم حتى اجتمعوا عليه، واتعدوا خطم الحجون بأعلى مكة وتعاهدوا هناك على نقض الصحيفة وما زالوا حتى شقوها ..» (٨).

وأن ينحاز المسلمون إلى شعب أبي طالب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويلقوا ما يلقوا من الجهد فأمر طبيعي مع الدعاة في الأرض. لكن صبر كفار بنى هاشم


(١) إمتاع الأسماع للمقريزي ١/ ٢٥، ٢٦.
(٢) هشام بن عمرو، كان أبوه عمرو أخا نضلة بن هاشم بن عبد مناف لأمه، فتحرك بدافع القرابة فهاشم عمه.
(٣) زهير بن أبي أمية كانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب عمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فبنو هاشم أخواله.
(٤) المطعم بن عدي سيد بني نوفل وبنو نوفل هم الفرع الثالث من بني عبد مناف وأقرب الناس لبني هاشم وبني المطلب.
(٥) و (٦) أبو البختري بن هشام من بني أسد بن عبد العزى بن قصى وهم أقرب البطون لبني عبد مناف وكذلك زمعة بن الأسود.
(٧) سهل بن بيضاء كان مسلما مستخفيا بإسلامه يوم سعى بهذا الأمر، الطبقات الكبرى لابن سعد.
(٨) إمتاع الأسماع للمقريزي ١/ ٢٦، وابن هشام ١/ ٣٥٠، ٣٥١ و ٣٧٤ - ٣٧٦.

<<  <   >  >>