للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من النصارى بالشام. وسلكت الجوشية. وخلفت بنتا لحاتم في الحاضر. فلما قدمت الشام أقمت بها) (١).

ثم يذكر قصة أخته وأسرها من المسلمين ثم عودتها إليه في الشام. وحثها له ليقدم على محمد (ص). فيقول: (.. فخرجت حتى أقدم على رسول الله (ص) المدينة فدخلت عليه، وهو في مسجده فسلمت عليه، فقال: ((من الرجل؟)) فقلت: عدي بن حاتم. فقام رسول الله (ص) فانطلق بي إلى بيته. فوالله إنه لعامد بي إليه، إذ لقيته امرأة ضعيفة فاستوقفته فوقف لها طويلا تكلم في حاجتها؛ قال: قلت في نفسي: والله ما هذا بملك ثم مضى بي رسول الله (ص) حتى إذا دخل بي بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفا فقذفها إلي فقال: ((اجلس على هذه) (٢) ثم قال:

((لعلك يا عدي إنما يمنعك من دخول هذا الدين ما ترى من حاجتهم. فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم فلا يوجد من يأخذه. ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف. ولعلك إنما يمنعك من دخول هذا الدين أنك ترى الملك والسلطان في غيرهم. وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض في أرض بابل قد فتحت عليهم))) قال: فأسلمت.


(١) و (٢) السيرة النبوية لابن هشام ٥٧٨/ ٢ - ٥٨١.

<<  <   >  >>