ممن شهد حنينا قال: والله إني لأسير إلى جنب رسول الله (ص) على ناقة لي وفي رجلي نعل غليظة إذ زحمت ناقتي ناقة رسول الله (ص) ويقع حرف نعلي على ساق رسول الله (ص) فأوجعه. فقرع قدمي بالسوط وقال:((أوجعتني. فتأخر عني))) فانصرفت. فلما كان الغد إذا رسول الله (ص) يلتمسني. قال. قلت: هذا والله لما كنت أصبت من رجل رسول الله (ص) بالأمس. قال فجئته وأنا أتوقع. فقال:((إنك أصبت رجلي بالأمس فأوجعتني. فقرعت قدمك بالسوط فدعوتك لأعوضك عنها))). فأعطاني ثمانين نعجة بالضربة التي ضربني) (١) وعلى القادة في الأرض أن يتعلموا من سيد الخلق كيف يعامل رعاع الناس، وكيف تذوب الفوارق بين الطبقات. من عقوبة عاجلة يتوقعها الإنسان الغمر الذي أوجع محمدا بقدمه. إلى تعويضه ثمانين نعجة على أثر سوط لسعه لتلك الزحمة.
٦ - عن أنس بن مالك قال: قال ناس من الأنصار حين أفاء الله على رسوله ما أفاء من أموال هوازن فطفق النبي (ص) يعطي رجالا المائة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله، يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم؟. قال أنس: فحدث رسول الله بمقالتهم. فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة أدم ولم يدع معهم غيرهم. فلما اجتمعوا قام النبي (ص). فقال:((ما حديث بلغني عنكم؟)) قال فقهاء الأنصار: أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا، وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا .. فقال رسول الله (ص): ((فإني لأعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال