للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١] " (١).

ثانيا: أن طرق دلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة لله تعالى ثلاثة (٢):

الأول: التصريح بالصفة، كما في قوله تعالى: ﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ﴾ [الكهف: ٥٨]، وقوله: ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ [المائدة: ٦٤]، ففي هاتين الآيتين إثبات الرحمة واليدين صفتين له.

الثاني: تضمن الاسم للصفة، فاسم الرحمن يتضمن صفة الرحمة، واسم القوي يتضمن صفة القوة، وهكذا.

الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها، فالفعل كقول الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)[طه: ٥]، والوصف الدال عليها كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ﴾ [السجدة: ٢٢].

ثالثا: أن صفات الله قد تشترك مع صفات خلقه في اللفظ، وفي المعنى العام المطلق قبل أن تضاف.

وبمجرد إضافتها تختص صفات الخالق بالخالق، وصفات المخلوق بالمخلوق، فصفات الخالق تليق بجلاله، وعظمته، وربوبيته، وقيوميته. وصفات المخلوق تليق بحدوثه وضعفه ومخلوقيته (٣).

رابعا: أن الأبعاض جمع لكلمة بَعْض، يقال: بعض الشيء أي جزؤه، وبعّضْتُ كذا أي جعلته أبعاضاً (٤).

ولفظ الأبعاض من الألفاظ المجملة، وأهل السنة والجماعة يمسكون عنها ويعرضون عنها إعراضاً جملياً، وقد يستفصلون قائلها عن مراده، فإن أراد بها معنى صحيحاً قبلوا المعنى وطالبوه


(١) التمهيد: ٧/ ١٤٥، وانظر: جامع بيان العلم: ٢/ ١١٣.
(٢) انظر هذه الأوجه في القواعد المثلى: ٢٨ - ٢٩.
(٣) انظر: الصفات الإلهية: ٢٠٨ - ٢٠٩.
(٤) انظر: المفردات في غريب القرآن: ١٣٤، والتعريفات: ٧٨، ١١٧.

<<  <   >  >>