للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اعتقد أن الله في السماء فقد تشبه بفرعون فهم عكسوا القضية، وقالوا: أنتم أيها المشبهة يا من تقولون: إن ربكم في السماء قدوتكم فرعون الذي قال: إن إله موسى في السماء" (١).

وهو الذي وقع فيه الكاتب من عكس القضية، وبتر الكلام.

سابعا: ما نقله الكاتب عن ابن كثير وأن فرعون كان يجحد الصانع عند قوله: ﴿وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: ٢٣]: الخ.

فإن ما نقله عن ابن كثير موافق لما ذكر الشيخ ابن جبرين ، حيث يقول الشيخ في الجواب عن عكسهم للقضية وأنهم يقولون أن قدوتنا فرعون: " فكيف نجيب، وكيف نرد عليهم هذا القول؟ نقول لهم: فرعون جاحد منكر أن يكون هناك إله، بل يدعي أنه هو فقط فيقول: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ [النازعات: ٢٤]. و ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [القصص: ٣٨]. فهو جاحد لا يقر بأن له إلها ولا ربا لا في السماء ولا في الأرض، فلما جاءه موسى وأخبره بأن هنالك إله، فلا بد أنه قد سأله أين هذا الإله الذي تزعم يا موسى ولا بد أن موسى أخبره بأن إلهه في السماء، ولو كان الله تعالى ليس في السماء بل في كل مكان كما تقوله المعتزلة، أو ليس في جهة؛ لما تكلف فرعون، ولما بنى ذلك الصرح، ولقال له موسى إن إلهي الذي أدعوك إليه ليس في السماء بل اطلبه في الأرض، واطلبه تحتك وعن يمينك وعن يسارك إلى آخره.

فهذا ونحوه دليل واضح على أنه تلقى هذا القول من موسى وإلا لم يتكلف بناء الصرح" (٢).

وأيضا فرعون لم ينكر وجود الرب سبحانه، وإنما يكابر بدليل قوله تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ [النمل: ١٤]، وقوله تعالى: ﴿وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ﴾ [الأعراف:


(١) التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية: ١/ ٢٣٣.
(٢) التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية: ١/ ٢٣٣ - ٢٣٤. وانظر: مجموع الفتاوى: ٧/ ٦٢٩ - ٦٣٣، ١٦/ ٣٣٤ - ٣٣٥، مفاتيح الغيب: ٢٤/ ١٢٧ - ١٢٩، تفسير ابن كثير: ٣/ ٣٣٢، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي: ٣١٠، والشرك في القديم والحديث: ٣٢١ - ٣٢٨.

<<  <   >  >>