للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أنها ردّتْ على من شككوا في الكتاب (١)؛ لقوله بالإثبات، وقالت: "إن هذا التشكيك الذي يترتب عليه استبعاد أهم فصول من فصوله، وهو الذي يؤكد فيه انتماءه إلى السلف، بإعلان انتمائه إلى ابن حنبل، هذا الإعلان الذي يتفق تماماً مع تفاصيل موقفه في مختلف المسائل التي عالجها، لأن موقفه يعتمد على نفس الأصول التي يعتمد عليها ابن حنبل: وهي إعطاء مكان الصدارة للنص المتنزل قرآناً أو سنة، وتطبيق أصول التفسير الصحيح التي لا تخرج النص عن تأويله، على نحو ما كان عليه السلف الصالح، على نحو ما هو مبين في الحديث" (٢).

ثالثا: أن أهل السنة والجماعة في تحقيقهم للكتب لا يحرفون ولا يعدلون في الكتب، ويبذلون جهدهم ووقتهم وأموالهم ليخرج الكتاب المحقق على ما تركه المؤلف، ومن ذلك كتاب "الإبانة" لأبي الحسن الأشعري؛ فإنه قد حقق عدة مرات، ومن آخرها أنه حقق في رسالة علمية (دكتوراه) في جامعة أم القرى، من الباحث د. صالح بن مقبل العصيمي، وهذا يدل على العناية بالكتاب.

رابعا: أن مما يدل على عناية المحقق بالكتاب بيانه موافقة ما في كتاب الإبانة لكتبه الأخرى كمقالات الإسلاميين، أو رسالته لأهل الثغر.

خامسا: أن مما يدل على عناية المحقق بالكتاب: اعتماده على نسخ أصليه، وسفره عدة مرات للهند ولبنان ومصر والنمسا للحصول عليها، مع ما في المخطوط من صعوبة في قراءة بعض الألفاظ، والعناية بتخريج الأثار حيث إن المؤلف لم يعتمد على الكتب المعروفة، وفي بعض الأحيان يورد الحديث أو الأثر بالمعنى (٣).

سادسا: من عناية المحقق بالكتاب أنه رد على من شكك في النسخة المطبوعة وأن بها إضافات، فقال: "هناك من لا ينكر أصل كتاب الإبانة ء ولكن شكك في المطبوع منه، فمثلاً:


(١) انظر: المرجع السابق: ٢٩ - ٤٥.
(٢) انظر: المرجع السابق: ٧٦، ١١٤ - ١١٥.
(٣) انظر: مقدمة تحقيق كتاب الإبانة عن أصول الديانة: ٩ - ١٠.

<<  <   >  >>