للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصفاته العظيمة العليا، وورد في الحديث القدسي: «وأنا الله الأحد الصمد» (١).

وأما اسمه (الواحد) فقد تكرر مجيئه في مواضع من القرآن منها قوله تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (١٦٣)[البقرة: ١٦٣]، وقوله تعالى: ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [يوسف: ٣٩]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [ص: ٦٥]، وقوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [الرعد: ١٦].

وقد أفاد هذان الاسمان: (الواحد) (الأحد) توحُّد الرب سبحانه بجميع الكمالات بحيث لا يشاركه فيها مشارك، وأن الواجب على العباد توحيده عقداً وقولاً وعملاً، بأن يعترفوا بكماله المطلق، وتفرده بالوحدانية ويفردوه بأنواع العبادة (٢).

ثانيا: قول الكاتب في حقيقة الواحد: أنه شيء لا ينقسم في نفسه أو معنى صفته، فهذا لم يذكره أهل اللغة في كتبهم، ويريد به التوصل إلى مذهبه في تعريف التوحيد، وأن الله واحد في ذاته لا قسيم له، قال ابن فارس في كلمة (أحد): " الهمزة والحاء والدال فرع والأصل الواو: وحد" (٣)، وقال أيضا في كلمة (واحد): "الواو والحاء والدال: أصل واحد يدل على الانفراد. من ذلك الوحدة. وهو واحد قبيلته، إذا لم يكن فيهم مثله … والواحد المنفرد" (٤). "والله: الواحد الأحد، ذو الوحدانية والتوحد … ، ومن صفاته: الواحد الأحد .... وتقول: أحّدْتُ الله تعالى ووحّدْتُه. وهو الواحد الأحد" (٥).

وقال أبو إسحاق الزجاج في معنى الواحد والأحد: "هو المتفرد بوحدانيته في ذاته وصفاته، وقد فرق بعضهم بين الواحد والأحد: أن الواحد يفيد وحدة الذات فقط والأحد يفيده بالذات والمعاني" (٦).


(١) سنن النسائي، كتاب الجنائز، باب أرواح المؤمنين، برقم: ٢٠٧٨، وحسنه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي.
(٢) فقه الأسماء الحسنى: ١٠٧ - ١١٠ باختصار.
(٣) مقاييس اللغة: ١/ ٦٧. وانظر: مفرادت القرآن: ٦٦، والتحرير والتنوير: ٣٠/ ٦١٣.
(٤) المرجع السابق: ٦/ ٩٠. وانظر: مفرادت القرآن: ٨٧٥.
(٥) لسان العرب: ٣/ ٧٠، ٤٥٠.
(٦) تفسير الأسماء الحسنى: ٥٨.

<<  <   >  >>