للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل البدع من المعتزلة والجهمية ومن تابعهم" (١).

يقول الطحاوي في عقيدته: " ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم" (٢).

ويقول الإمام محمد بن عبد الوهاب : "وأقر بكرامات الأولياء، وما لهم من المكاشفات، إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئاً، ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله" (٣).

ويذكر الإمام الواجب في حق أولياء الله الصالحين فيقول: " الواجب عليهم حبهم واتباعهم والإقرار بكرامتهم، ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال، ودين الله وسط بين طرفين، وهدى بين ضلالتين، وحق بين باطلين" (٤).

ويؤكد أتباع الدعوة - من بعد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - هذا الاعتقاد ويقررونه. يقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : "ولا ننكر كرامات الأولياء، ونعترف لهم بالحق، وأنهم على هدى من ربهم، مهما ساروا على الطريقة الشرعية والقوانين المرعية، إلا أنهم لا يستحقون شيئاً من أنواع العبادات، لا حال الحياة، ولا بعد الممات بل يطلب من أحدهم الدعاء في حالة حياته، بل ومن كل مسلم" (٥).

وقد سئل العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن عن كرامات الأولياء، فأجاب عن ذلك فكان مما قاله: "مسألة: كرامات الأولياء حق، فهل تنتهي إلى إحياء الموتى وغيرها من المعجزات؟.

الجواب: كرامات الأولياء حق عند أهل السنة والجماعة، والولي أعطي الكرامة ببركة اتباعه للنبي ، فلا تظهر حقيقة الكرامة عليه، إلا إذا كان داعياً لاتباع النبي بريئاً من كل بدعة وانحراف عن شريعته ، فببركة اتباعه يؤيده الله تعالى بملائكته وبروح منه" (٦).


(١) المستدرك على فتاوى ابن تيمية: ١/ ١٢٠.
(٢) العقيدة الطحاوية: ٨٤.
(٣) الدرر السنية: ١/ ٣٢.
(٤) مجموعة مؤلفات الشيخ: ١/ ١٦٩.
(٥) الدرر السنية: ١/ ٢٣١.
(٦) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية: ٢/ ٨٣ - ٨٤.

<<  <   >  >>