للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطائفة الأولى: من يطعنون في دعوة الإمام والمتاثرين بالإرجاء الذين لا يعرفون الفرق بين عقيدة أهل السنة وعقيدة الخوارج، فيثيرونها على جهة الذم للخوارج، ولدعوة الإمام التي هم امتداد لها على حسب زعمهم، وجعلوا ذلك - أي ما يقوم به الخوارج المعاصرون- طعن في دعوة الإمام، حيث إن هؤلاء الخوارج يدّعون أنهم من أتباع الدعوة.

الطائفة الثانية: الخوارج أنفسهم واعتبروا اتهامهم بالوهابية تزكية لهم؛ فإنهم يقولون: إن خصوم الدعوة ينسبونهم إلى دعوة الإمام، ودعوة الإمام على منهج السلف، فإذا هم

على الحق (١).

ثالثا: وجود الفروقات بين دعوة الإمام ودعوة الخوارج الضالة، ومن تلك الفروق:

١ - أن دعوة الإمام محمد قامت على الدعوة إلى توحيد الله ﷿ وإفراده بالعبادة، فجاء ليدعو الناس إلى امتثال أمر الله في قوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: ٣٦]، وقوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: ٢٣]، وقوله : «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً» (٢).

فالإمام محمد دعا إلى هذا الأصل الذي جاء في الكتاب والسنة، وهو التمسك بالتوحيد وإفراد الله بالعبادة، ونهى عن الشرك الذي حذر الله منه في كتابه، وحذر منه رسولنا في سنته، ولذا عاداه أهل الباطل في زمانه.

وأما خوارج العصر فلا يعرف عنهم الاهتمام بهذا الأصل، بل همهم وشغلهم الشاغل تكفير المسلمين، وقتل الآمنين! فأين تأثرهم بدعوة الإمام محمد ؟.

٢ - أن دعوة الإمام ليس فيها خروجاً على الحكام، وعدم السمع والطاعة لهم بخلاف هؤلاء الخوارج الذين دعوتهم قائمة على ذلك.

٣ - أن دعوة الإمام قامت على العلم، والخوارج الغلاة أساسهم الجهل والعاطفة.

٤ - أن ثمرات دعوة الإمام إرجاع الأمة لدينها، وبناء دولة إسلامية قوية، وهذه الثمرات


(١) انظر: الوعي الدارئ: ٤٢، الطاعة السياسية في الفكر الإسلامي: ٤٦٣ - ٤٦٥.
(٢) صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي أمته إلى توحيد الله ، برقم: ٧٣٧٣.

<<  <   >  >>