للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ظاهرة -ولله الحمد- ولا تزال، أما ثمرات الخوارج فهو: الغلو والفتن والفوضى.

٥ - أنه لا يوجد في كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب تكفير للمسلمين بغير حق، ولا حث على استباحة دمائهم، بل فيها النهي عن ذلك، وكتبه موجودة اليوم ومطبوعة، ونصوصه في ذلك كثيرة جدا، ومما قاله : " أما التكفير: فإني أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبّه، ونهى الناس عنه وعادى من فعله، فهذا هو الذي أكفره، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك، وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة، وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكناً، ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة، وجزاء سيئة سيئةٌ مثلها، وكذلك من جاهر بسبّ دين الرسول بعد ما عرفه" (١).

فقارن بين منهجه هذا وبين منهج خوارج العصر الذين يكفرون عموم المسلمين، ويقتلونهم لمجرد مخالفتهم على أدنى المسائل.

وتأمل قوله : "وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك"، فهو يرى أن أكثر الأمة على الإسلام، وأما خوارج العصر فيرون أكثر الأمة على الكفر. فأين تأثرهم بدعوة الإمام محمد ؟

٦ - أن زعماء خوارج العصر لا يُعرف عن أحد منهم اهتمامه بدعوة الإمام محمد ، أو نصرته لها، أو تتلمذه على كتبه ومؤلفاته من خلال دراستها على العلماء، فلماذا يُنسب شرهم وضلالهم إلى دعوته ؟ وإن ادعوا أنهم قراءوا كتب الإمام، وأنهم يدرسونها، فهم وإن درسوها فهم يدرسونها بأنفسهم دون فهم لها ولا لمعانيها (٢)، فكم من مدع أنه متبع للقرآن ولا يتبع هديه، ومدع موافقة الرسول ولا يهتدي بهديه؛ والله تعالى يقول: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٦٤)[النمل: ٦٤].

رابعا: من أدلة المناوئين لانتساب وتأثر الخوارج بدعوة الإمام وجود صور لبعض الخوارج يظهر فيها صورة غلاف كتاب التوحيد، وغيره!!


(١) مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ٦/ ٣٨.
(٢) انظر: التعريف بالدعوة السلفية النجدية، مطلب: القراءة في كتب أئمة الدعوة السلفية النجدية تحتاج إلى أربعة أمور: ١٧ - ٢٠.

<<  <   >  >>