للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلَّوا» (١).

"وهذا الحديث واضح الدلالة في أهمية العلماء الأحياء لأن الرسول جعل قبض العلم هو موت العلماء فمعناه أن كُتب العلماء الأموات لا تغني عن وجود العلماء.

الأمر الثاني: أن العلماء السالفين وكتبهم يستفاد منهم في العلم والتعلم، أما الإفتاء فلا يفتون وهم أموات؛ لأن الفتيا غير التعليم والعلم، إذ أن حقيقتها هي تنزيل العلم على الواقع المعاش، فهل العلماء الأموات واقعهم مثل واقعنا في كل شيء أو في أكثر الأشياء" (٢).

سادسا: أن أشهر من ردّ على خوارج العصر هم الأئمة السائرون على طريقة الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدعوة إلى التمسك بالسنة، والذين يلقبهم أعداء السنة بالوهابية، كأئمة العصر: الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الألباني، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد الله بن جبرين، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ عبد العزيز الراجحي، وغيرهم من العلماء، فقد حذروا منهم، فكيف يُنسب الخوارج الإرهابيون إلى دعوته، وعلماء هذه الدعوة هم أشهر من حذر منهم؟

سابعا: أن هذه الدولة المملكة العربية السعودية وأتباع هذه الدعوة محل استهداف من خوراج العصر، فكيف يكون الخوارج متأثرين بدعوة الإمام محمد وهم يحاربون الدولة التي قامت على هذه الدعوة؟ ويكفرون علماءها الذين هم على منهج الإمام محمد.

ثامنا: أن انتساب الغلاة كداعش والقاعدة وغيرهما لدعوة الإمام كانتساب الفرق الضالة للإسلام، فكما أن هذه الفرق الضالة لا تحسب على الإسلام؛ فكذلك هذه الفرق المنتسبة لدعوة الإمام لا تحسب على دعوته.


(١) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب: كيف يقبض العلم، برقم ١٠٠.
(٢) الوعي الدارئ: ٤٢ - ٤٣.

<<  <   >  >>