للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي بكر وترتيب الخلافة وكيفية البيعة، وباباً في طاعة الأئمة والأمراء، وباباً في تعامل الحكام مع أهل البدع من القدرية وغيرهم (١).

وابن بطة جعل نصف كتابه "الإبانة على أصول السنة والديانة" في فروع المسائل، وذكر مسائل التعامل مع أهل البدع ومنزلة الصحابة، والتعامل مع الأئمة (٢).

وأما الطحاوي فقد أورد في عقيدته كثيراً من مسائل الحكم والسياسية مثل: وجوب طاعة ولي الأمر، والحديث عن الخلفاء الأربعة، وأهمية الجماعة والاجتماع في الأمة، والتعامل مع أهل البدع في الأمة وأحكامها، وأولياء الله ومن هم، والحكم بغير ما أنزل الله من الشرائع والقوانين (٣).

ولم يقل أحد من العلماء أن هؤلاء الأئمة بصنيعهم هذا جعلوا السمع والطاعة لولاة الأمر أساسا للتوحيد.

سابعا: أن هذا العمل من هؤلاء العلماء يدل على أهمية مثل هذه الموضوعات وعلاقتها بالعقيدة، حتى مع القول بأنها سيقت في كتب العقيدة لأجل الرد على المخالفين في هذه المسائل، وحيث إن المخالفين في سائر المسائل كثر وفي مسائل مختلفة من الفروع، ومع ذلك يؤكد هؤلاء العلماء على هذه المسائل دون غيرها لأهميتها.

وهو من أدلة كمال الشريعة الإسلامية، وشمولها لما يصلح الناس في أمور دينهم ودنياهم، فلا فصل بين هذا وذاك ولا فصل بين الدين والسياسة في حياة المسلمين (٤).

ثامنا: أن الصحابة لكمال علمهم ونصحهم ومعرفتهم بأهمية الإمامة وشدة


(١) انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ١/ ١٦، ٧/ ١٢٩٦، ١٣٦٠.
(٢) انظر الإبانة الصغرى: ٣٠٤ - ٣١٠، ٣٥٦.
(٣) انظر العقيدة الطحاوية: ٢٣ - ٢٤، ٢٩ - ٣٠.
(٤) انظر: تعدد الخلفاء في الزمن الواحد: ٨٤ - ٨٥.

<<  <   >  >>