للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام البربهاري : "والسمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى، ومن ولي الخلافة بإجماع الناس عليه ورضاهم به فهو أمير المؤمنين، لا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن ليس عليه إمام براً كان أو فاجراً والحج والغزو مع الإمام ماض، وصلاة الجمعة خلفهم … ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي قد شق عصا المسلمين وخالف الآثار وميتته ميتة جاهلية ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه وإن جار، فإن فيه فساد الدنيا والدين" (١). فقيد السمع والطاعة بقوله: " فيما يحب الله ويرضى".

وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : "وأرى الجهاد ماضياً مع كل إمام براً كان أو فاجراً، وصلاة الجماعة خلفهم جائزة، وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته وحرم الخروج عليه" (٢). فقيد السمع والطاعة بقوله: " ما لم يأمروا بمعصية الله ".

وقارن بين كلام الإمام البربهاري المتوفي عام (٣٢٨ هـ) وكلام الإمام محمد بن عبد الوهاب المتوفى عام (١٢٠٦ هـ)، تجد أنه خرج مشكاة واحدة.

سادسا: أن علماء أهل السنة ذكروا في كتب العقيدة ما يتعلق بالإمامة وأبواب السياسة، وذلك لارتباط كثير من تفاصيلها بالعقيدة، ومن ذلك كتاب السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد ، فقد أورد فيه فصولاً عن خلافة أبي بكر وبيعته والخلافة ومدتها (٣)، وكذلك فعل اللالكائي (٤) في كتابه المشهور: شرح أصول اعتقاد أهل السنة، حيث أورد باباً في بيعة


(١) شرح السنة: ٢٩. وانظر: انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: ١/ ١٦٨.
(٢) الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبد الوهاب: ٥/ ١١.
(٣) كتاب السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد: ٢/ ٥٥٣.
(٤) هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي، أبو القاسم، الإمام الحافظ المجود، برع في المذهب الشافعي، له كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، ت سنة ٤١٨ هـ. انظر: تاريخ بغداد: ١٤/ ٧٠، وسير أعلام النبلاء: ١٧/ ٤١٩.

<<  <   >  >>