للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعباسية، وتاريخ الأيوبيين، والمماليك في مصر، ثم تاريخ العثمانيين الذين جاءوا بعدهم وورثوهم أن نعثر على اسم والٍ، أو حاكم أرسله هؤلاء، أو أولئك أو أحدهم إلى نجد فلم نقع على شيء" (١).

فنجد لم تشهد نفوذاً عثمانياً كسائر البلدان، ومن خلال وثيقة تركية سجلت سنة ١٠١٨ هـ، وتحوي أسماء الأقاليم العربية التابعة للدولة العثمانية، إلا أن نجداً ليست منها (٢).

فنجد قبل دعوة الإمام في فتن وحروب، فإنه "لما حلّت سنة ٩٢٣ هـ وظهرت الدولة العثمانية على المسرح السياسي في جزيرة العرب -وإن كانت الجزيرة العربية لم تشمل بالحكم العثماني المباشر- كان كل قطر من أقطار الجزيرة العربية مستقلاً بذاته، ولاسيما نجد فقد كانت العصبيات فيها قائمة على قدم وساق، لكل عشيرة دولة .. " (٣).

فنجد "لم تشهد نفوذاً مباشراً للعثمانيين عليها قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما أنها لم تشهد نفوذاً قويّاً يفرض وجوده على سير الحوادث داخلها لأية جهة كانت" (٤).

بل كانت نجد في فتن وحروب، ونزاعات بين القبائل والبلدان، ونزاعات سياسية، ونقص في المعايش والأرزاق، كما جاء في عنوان المجد: "أما السنون التي سبقت قيامهم - أي دعوة الإمام-، فغلب فيها الضلال والجهل والظلم، وفتن كقطع الليل المظلم، وقتال بين أهل كل بلد عدواناً وحمية جاهلية، وتحالف وتفازع وعصبية، وكل بلد فيها رئيس فأكثر لايزال يقع بينهم الشرّ، تارة يتقاتلون وتارة يتسالمون، فلا يسافر ذو الحاجة فرسخاً أو ميلاً إلا كان أن يرجع


(١) تاريخ الدولة السعودية: ٢٣.
(٢) انظر: عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لصالح العبود: ٢٣ - ٢٤.
(٣) تاريخ الجزيرة العربية في عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ٣٨ - ٣٩، باختصار.
(٤) محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره: ١١. وانظر: سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب لأمين سعيد: ١٧٩، واكتشاف جزيرة العرب لجاكلين بيرين: ٢٤، ودعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ٣٠٣ - ٣٠٦.

<<  <   >  >>