للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا يدل على أن الإمام محمد بن عبد الوهاب لم يوافقه على طلبه؛ بل صرفه عنه، وذكر له أن الله سيعوضه ما هو خير منه.

أما الرواية الأخرى، والتي فيها أن الإمام قال للأمير: "نعم أنا أبقيك على ما أنت عليه من أكل الحرام، وأنت تتركني أسكن عندك وأقوّم الدين، فرضي ابن سعود بذلك" (١).

فهذا النقل -كما قال الكاتب- عن مؤلف مجهول، وهذا الكتاب " كيف كان ظهور شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب" لم يعرف كاتبه حتى الآن (٢).

قال د. عبد الله العثيمين : " لم يذكر في المخطوطة اسم مؤلفها. ولم يذكر فيها ما إذا كانت بخط المؤلف أم بخط أحد النساخ. بل لم يذكر فيها القطر الذي ينتمي إليه ذلك المؤلف، ولا المصادر التي اعتمد عليها في كتابة ما كتب. ودراسة المخطوط لا تمكن الدارس من معرفة مؤلفها" (٣).

ثم إن هذا الأسلوب ليس من أسلوب الإمام ، ولم ينقله عنه أحد غير هذا المؤلف المجهول، وعند وجود أي إشكل في كلام الإمام فينبغي الرجوع فيه إلى أقواله الأخرى، وكلام أئمة الدعوة، الذين هم أعلم الناس بكلام الإمام ؛ فإذا لم ينقلوا عنه هذا الكلام تبين بطلانه.


(١) كيف كان ظهور شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: ٥٧.
(٢) انظر: المرجع السابق: ٩، ومَنْ مؤلف كتاب: كيف كان ظهور شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؟: ١٣٣، ضمن مجلة الدارة، العدد (٣) رجب ١٤٢٨ هـ.
(٣) مقدمة تحقيق كتاب كيف كان ظهور شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: ١١.

<<  <   >  >>