للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"فأرجو أن تكون إماماً يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك".

فإن الله ﷿ قد وعد بالعز والتمكين لمن وحده سبحانه، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٥٥)[النور: ٥٥]؛ بل إن الرسول قال لقريش: قولوا: لا إله إلا الله، تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم، وعاقد الأنصار (١) كما عاقد الإمام محمد بن عبد الوهاب الإمام محمد بن سعود.

وكان النبي يبشر أصحابه بالعز والتمكين والنصر في أحاديث كثيرة، فعن تميم الداري ، قال: سمعت رسول الله يقول: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر وأهله»، وكان تميم الداري ، يقول: " قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية" (٢). فهل كانت دعوة النبي حركة سياسية.

تاسعا: قول عبد الله المالكي بعد ذكره للشرط الثاني للإمام محمد بن سعود على الإمام محمد بن عبد الوهاب بأخذ الأتاوه على أهل الدرعية، وموافقة الإمام محمد بن عبد الوهاب له-- حسب زعمه-، وأن هذا الشرط هو الذي جعل الإمام محمد بن عبد الوهاب يسكت عن " عن بعض أخطاء الأمير وتجاوزاته الأخلاقية … ".

فإن الكاتب ذكر قول الإمام محمد بن عبد الوهاب: " فأجابه الشيخ بقوله: "لعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها" (٣).


(١) انظر: البداية والنهاية: ٤/ ٣٠٦، ٣٤٤، ٣٩٤.
(٢) رواه أحمد برقم (١٦٩٥٧)، وقال محققو الكتاب: إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر: الأحاديث النبوية المبشرة بنصرة الإسلام والمسلمين.
(٣) تاريخ ابن غنام: ٨٩.

<<  <   >  >>