للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والطاعة لأئمة المسلمين، وعلى أن كل من ولي شيئًا من أمورهم عن رضىً أو غلبة وامتدت طاعته من بر وفاجر لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل، وعلى أن يغزوا معهم العدو، ويحج معهم البيت، وتدفع إليهم الصدقات إذا طلبوها ويصلى خلفهم الجمع والأعياد" (١).

وكذلك نقل الإجماع الحافظ ابن حجر الشافعي (٢) فقال: "وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء" (٣).

قال الامام الشافعي : "كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة ويجمع الناس عليه فهو خليفة" (٤).

وقال الإمام أحمد : "ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً عليه براً كان أو فاجراً، فهو أمير المؤمنين" (٥).

وقال ابن عابدين (٦) الحنفي : "الإمام يصير إماما بالمبايعة أو بالاستخلاف ممن قبله. قوله: (يصير إماما بالمبايعة) وكذا باستخلاف إمام قبله، وكذا بالتغلب والقهر كما في شرح المقاصد" (٧).


(١) رسالة إلى أهل الثغر: ٢٩٦. وانظر: الطبقات الكبرى: ٤/ ١١٠، ١٤٩.
(٢) أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني الشافعي، الإمام الحافظ المحدث، شهد له أعيان عصره بالحفظ، من أعظم مؤلفاته: فتح الباري شرح صحيح البخاري، وتهذيب التهذيب، وتقريب التهذيب في أسماء الرجال، والتلخيص الحبير، ت سنة ٨٥٢ هـ. انظر: الضوء اللامع: ٢/ ٣٦، وشذرات الذهب: ٧/ ٢٧٠، والبدر الطالع: ١/ ٨٧.
(٣) فتح الباري: ١٣/ ٧.
(٤) مناقب الشافعي: ١/ ٤٨١.
(٥) الأحكام السلطانية لأبي يعلى: ٢٠.
(٦) محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي، فقيه الديار الشامية، وإمام الحنفية في عصره. له من المؤلفات رد المحتار على الدر المختار، ورفع الأنظار عما أورده الحلبي على الدر المختار، العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية، وغيرها، توفي سنة ١٢٥٢ هـ. انظر: هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين: ٦/ ٣٦٧، وحلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر: ٢/ ٢٥، وإيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون: ٣/ ٧.
(٧) حاشية ابن عابدين على الدر المختار: ٤/ ٤٥٠.

<<  <   >  >>