للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صحت نبوته في القرآن أو جحد شيئا مما أتى به رسول الله مما صح عند جاحده بنقل الكافة، أو عمل شيء قام البرهان بأن العمل به كفر" (١).

وقال القرافي : "أصل الكفر إنما هو: إنتهاك خاص لحرمة الربوبية، إما بالجهل بوجود الصانع أو صفاته العلا، ويكون الكفر بالفعل كرمي المصحف في القاذورات، أو السجود للصنم، أو التردد للكنائس في أعيادهم بزي النصارى، ومباشرة أحوالهم، أو جحد ما علم من الدين بالضروره" (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : "والكفر عدم الإيمان باتفاق المسلمين سواء اعتقد نقيضه وتكلم به أو لم يعتقد شيئا ولم يتكلم، ولا فرق فى ذلك" (٣).

وقال أيضاً: " الكفر عدم الايمان بالله ورسله، سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب؛ بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله، حسدا أو كبرا أو اتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن اتباع الرسالة" (٤).

وقال ابن القيم : "الكفر جحد ما علم أن الرسول جاء به سواء كان من المسائل التي تسمونها علمية أو عملية، فمن جحد ما جاء به الرسول صلى الله علية وسلم بعد معرفتة بأنه جاء به كافر في دق الدين وجله " (٥).

وقال السبكي : "جحد الربوبية أو الوحدانية أو الرسالة أو قول أو فعل حكم الشارع بأنه كفر وإن لم يك جحداً" (٦).

وقال الشيخ حافظ الحكمي (٧) : "فالكفر أصله الجحود والعناد المستلزم


(١) الفصل في الملل والنحل: ٣٣/ ٢٥٣.
(٢) الفروق: ٤/ ١٢٧٧.
(٣) مجموع الفتاوى: ٢٠/ ٨٦، ٨/ ٣٤٨.
(٤) مجموع الفتاوى: ١٢/ ٣٣٥. وانظر: درء التعارض: ١/ ٢٤٢، وكتاب التوحيد للفوزان: ١٩.
(٥) مختصر الصواعق المرسلة: ٢/ ٤٢١.
(٦) فتاوى السبكي: ٢/ ٥٨٦.
(٧) العلامة حافظ بن أحمد بن علي الحكمي. إمام وعالم سلفي، محقق معاصر، له مؤلفاته في علوم متعددة، نثراً وشعراً، منها: معارج القبول، واعلام السنة المنشورة وغيرها، كان آية في الذكاء وسرعة الحفظ والفهم. توفي سنة ١٣٧٧ هـ.
انظر: مقدمة معارج القبول لابنه أحمد: ١/ ١١، والشيخ حافظ بن أحمد حكمي لأحمد علوش، والنهضة الإصلاحية في جنوب المملكة العربية السعودية: ١٦٨ - ١٨٧.

<<  <   >  >>