للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للاستكبار والعصيان" (١).

فالكفر: هو الستر وجحود الحق وإنكاره، والكافر: ضد المسلم، والمرتد: هو الذي كفر بعد إسلامه؛ بقول، أو فعل، أو اعتقاد، أو شك، وحد الكفر الجامع لجميع أجناسه وأنواعه وأفراده: هو جحد ما جاء به الرسول ، أو جحد بعضه، كما أن الإيمان: اعتقاد ما جاء به الرسول والتزامه، والعمل به جملة وتفصيلاً (٢).

وهذه التعريفات، وإن اختلفت في بعض ألفاظها، فهي متقاربة في المعنى، ومدارها على معنيين: إما تعريف الكفر باعتبار مضادته للإيمان، وإما تعريف الكفر بذكر بعض أفراده.

وعلى هذا فالكفر يكون بقول الكفر أو عمله أوعتقاده، أو الشك في دين الله، ويكون بالجحود والإعراض والإباء والاستكبار.

والعلاقة بين المعنى اللغوي والشرعي للكفر، أن المعنى الشرعي للكفر مستقًى من المعنى اللغوي للفظة الكفر، قال الليث : "إنما سمى الكافر كافراً لأن الكفر غطى قلبه" (٣).

قال الازهري في تعليقه على كلام الليث " قيل له كافر لأن الكفر غطى قلبه، يحتاج إلى بيان يدل عليه، وإيضاحه أن الكفر في اللغة معناه التغطية، والكافر ذو كفر أي ذو تغطية لقلبه بكفره كما يقال للابس السلاح: كافر وهو الذي غطاه السلاح …

وفيه قول آخر أحسن مما ذهب إليه الليث، وذلك أن الكافر لما دعاه الله جل وعلا إلى توحيده فقد دعاه إلى نعمة ينعم بها عليه إذا قبلها، فلما رد ما دعاه إليه من توحيده كان كافراً نعمة الله أي مغطياً لها بإبائه حاجبا لها عنه" (٤).


(١) أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة: ٩٦.
(٢) الإرشاد إلى معرفة الأحكام: ٢٠٣ - ٢٠٤. وانظر: تعظيم قدر الصلاة: ٢/ ٩٣٠، ومجموع الفتاوى: ٧/ ٢٢٠، ٥٥٧ - ٥٥٨، والصارم المسلول: ٣/ ٩٥٥، والدرر السنية: ١٠/ ١٤٩.
(٣) تهذيب اللغة: ١٠/ ١١٢.
(٤) تهذيب اللغة: ١٠/ ١١٢.

<<  <   >  >>