للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكفر ينقسم باعتبارات مختلفة إلى عدة أقسام (١):

فبالنظر إلى حكمه ينقسم: إلى أكبر وأصغر.

وبالنظر إلى حدوثه وطروه ينقسم: إلى كفر أصلي وكفر بعد إسلام وهو الردة.

وبالنظر إلى محله ينقسم إلى: كفر قولي، وكفر عملي، وكفر اعتقادي.

وبالنظر إلى سببه ينقسم إلى: كفر تكذيب، وكفر إباء واستكبار، وكفر إعراض، وكفر شك، وكفر نفاق.

وبالنظر إلى مُتعلَّقه أي من يقع عليه التكفير ينقسم إلى: تكفيرٍ مطلق، وتكفيرٍ لمعين.

وبين هذه الأقسام بهذه الاعتبارات تداخل، فمن الكفر القولي أو العملي أو الاعتقادي ما يكون أصغر، ومنها ما يكون أكبر، ومن النفاق ما يكون أكبر، ومنه ما يكون أصغر، ومنه ما يكون باللسان أو الجوارح أو القلب أصغر، ومنه ما يكون بها أكبر، وكذلك الإعراض والإباء بعض ذلك أو اليسيرُ منه قد لا يصل إلى الكفر الأكبر أو النفاق الأكبر فيكون كفرا أو نفاقا أصغر كالإعراض عن العمل ببعض الشرائع أو ترك العمل بها لا لعدم الاعتقاد وعدم القبول لتشريعها أصلاً، ولا لعدم الإقرار بها أصلا، ولكن لغلبة الهوى وضعف الإيمان.

أما التكفير: تفعيل من الكُفْر، وهو مصدر كَفَّر، يقال: كفَّره (بالتّشديد) تكفيرا: نَسَبَه إلى الكفر (٢). فالتكفير الحكم على أحد من الناس بأنه قد خرج من الإسلام، ووصفه بوصف الكفر، لإتيانه بما يوجب كفره (٣).

وأما القِتَال فهو: مَصْدَرُ قَاتَل، ومصدر الثلاثي منه قَتْلٌ، وأصل القتل: الإماتة، وهي إزالة الروح عن الجسد، لكن إذا اعتبر بفعل المتولي ذلك يقال: قتل، وإذا اعتبر بفوت الحياة يقال: موت.


(١) انظر: كتاب التوحيد للفوزان: ١٩ - ٢٣، وقضية التكفير بين أهل السنة وفرق الضلال في ضوء الكتاب والسنة: ٤٠ - ٤١، ٥٥، ٦٢، ٧١ - ٧٢.
(٢) انظر: لسان العرب: ٥/ ١٤٦، والقاموس المحيط: ٤٧١.
(٣) انظر: الإعلام بقواطع الإسلام: ١٨٠، والتعريفات الاعتقادية: ١١٧.

<<  <   >  >>