للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره، وأكثر الأمة -ولله الحمد- ليسوا كذلك" (١).

سادسًا: موافقته للعلماء الموثوقين في التكفير، يقول : "ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم فهذا من بهتان الأعداء، وكذلك قولهم إني أقول من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجيء عندي فهذا أيضا من البهتان؛ إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت؛ ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه؛ وكذلك من عبد الأوثان بعد ما عرف أنها دين للمشركين وزينه للناس؛ فهذا الذي أكفره وكلُ عالمٍ على وجهِ الأرض يكفّرُ هؤلاءِ إلا رجلاً معانداً أو جاهلاً" (٢).

وقال: "إنا لا نقاتل إلا على ما أجمع عليه العلماء كلهم، وهو الشهادتان بعد التعريف، إذا عرف ثم أنكر" (٣).

سابعًا: عدم تكفير من لم تبلغه الحجة، يقول : "من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما نبين له الحجة على بطلان الشرك وكذلك نكفر من حسّنه للناس، أو أقام الشبه الباطلة على إباحته، وكذلك من قام بسيفه دون هذه المشاهد التي يشرك بالله عندها، وقاتل من أنكرها وسعى في إزالتها " (٤).

ثامنا: أما القتال فقد اتخذ الإمام محمد بن عبد الوهاب في سبيل نشر دعوته عدة طرق ووسائل، يأتي الجهاد والقتال في آخرها، فسلك أساليب: الوعظ والتدريس، والخطابة، والرسائل والمناظرات وتأليف الكتب، ثم إذا لم تفد كل هذه الوسائل يأتي دور الجهاد والقتال حماية للدعوة ونشرا لها؛ لأن الدعوة لم تقم أصلا على تكفير المسلمين الذين لا يوافقون على الإيمان بمبادئها - كما يزعم أعداؤها - ولهذا يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب :


(١) المرجع السابق: ٥/ ٣٧.
(٢) المرجع السابق: ٥/ ٥٨.
(٣) الدرر السنية: ١١/ ٣١٧.
(٤) الرسائل الشخصية: ٥/ ٦٤.

<<  <   >  >>