للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عاشرا: قول أحمد النفيس: "الحركة الوهابية هي حركة تكفيرية تحكم على كل من لا يلتزم بالمانيفستو الوهابي المسمى كتاب التوحيد بالكفر والخروج من ربقة الإسلام".

أين قال هذا الكلام الإمام أو أحد من أتباعه؟!

الحادي عشر: قول أحمد النفيس: " تمثلت الخدعة الوهابية في ذلك التدرج بدءاً من التأكيد على أهمية الاعتقاد بوحدانية الله ﷿ … ".

فإن العناية والتدرج بالتوحيد هو المنهج النبوي في الدعوة، قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: ١٠٨]، ولما بعث رسول الله معاذا إلى اليمن، قال: «إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله ﷿، فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها، فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم» (١). فهل تعتبر متابعة النبي خدعة؟؛ لكنه الجهل بالتوحيد وقلة العناية به (٢).

الثاني عشر: زعمهم بأن الوهابية تكفر المخالف لها، فالتكفير حكمٌ شرعي من أحكام الدين له أسبابه وضوابطه وشروطه وموانعه وآثاره، شأنه في ذلك شأن سائر الأحكام الشرعية.

قال شيخ الإسلام : " الكفر حكم شرعي وإنما يثبت بالأدلة الشرعية" (٣).

وقال أيضا: " كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم وإن كان ذلك المخالف يكفرهم؛ لأن الكفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله كمن كذب عليك وزنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله لأنَّ الكذب والزنا حرامٌ لحق الله.

وكذلك التكفير حق لله فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله، وأيضاً فإن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها وإلا فليس كلُّ من


(١) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، برقم: ٣١.
(٢) انظر في منهج الدعوة: منهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان لعلي الفقيهي، وأولويات الدعوة في منهج الأنبياء لزيد الزيد، والدعوة في ضوء الكتاب والسنة لسعيد القحطاني.
(٣) مجموع الفتاوى: ١٧/ ٧٨.

<<  <   >  >>