للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-وهي- أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت … والطاغوت عام في كل ما عُبد من دون الله".

فهذا القول من الإمام هو مقتضى قول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [النحل: ٣٦]، وقوله: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ [البقرة: ٥٦]، وقوله : «من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله، ودمه، وحسابه على الله» (١)، وقوله : «بني الإسلام على خمس، على أن يعبد الله، ويكفر بما دونه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» (٢)، فالإمام لم يأت بشيء من عنده، وإنما التزام ما قاله الله وقاله رسوله .

تاسعا: قول الحسن بن علي الكتاني: "وسر المسألة الذي يجعلك تفهم كُتبَ النجديين جيداً وتستوعب مراميها هي أنهم يرون الزمان السابق لابن عبد الوهاب زمان فترة من الرسالة، فلما بعث الله الشيخ أقام به الحجة على العالمين كما أقامها بالنبي ، فكل من بلغته دعوته فحاربها أو هاجمها أو لم يهتم بها فقد كفر واستحق الخلود في النار، كما استحق ذلك المشركون زمن الرسالة".

ومثله قول فؤاد إبراهيم: " حتى إن أحفاد مؤسسي المذهب ومن جاء بعده أمثال الشيخ سليمان بن سحمان وصولاً إلى الشيخ ابن باز يعتقدون أن كل من وصلته دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولم يؤمن يصبح كافراً … ".

سبحان الله! هل يمكن أن يقول هذا الكلام الإمام ، وكيف يكون حال الناس قبل دعوته؟ بل قبل وجوده؛ لكن، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!، فأين قال هذا الكلام الإمام أو أحد من أتباعه؟!


(١) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، برقم: ٣٧.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب قول النبي بني الإسلام على خمس، برقم: ٢٠.

<<  <   >  >>