للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكفره وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك" (١).

وقال أيضاً الإمام عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : "ونحن كذلك لا نقول بكفر من صحت ديانته وشهر صلاحه، وعُلِمَ ورعه وزهده، وحسنت سيرته، وبالغ في نصح الأمة ببذل نفسه لتدريس العلوم النافعة والتأليف فيها، وإن كان مخطئا في هذه المسألة أو غيرها، كابن حجر الهيتمي، فإنا نعرف كلامه في الدر المنظم ولا ننكر سعة علمه، ولهذا نعتني بكتبه كشرح الأربعين والزواجر وغيرها، ونعتمد على نقله إذا نقل لأنه من جملة علماء المسلمين" (٢).

فالإمام لم يكفر الجاهل إذا لم يوجد من ينبهه؛ فكيف يقال إنه يكفر من لم يعرف التوحيد على طريقة الإمام!.

خامسا: أن المناوئين لما عجزوا عن رد كتاب التوحيد وما فيه من الحق؛ لأنه لم يشتمل إلا على ما قاله الله ﷿ وقاله رسوله ؛ قالوا إنه يدعو إلى دين جديد، وأنه يكفر من يخالفه.

سادسا: ونقول لهم أيضا بينوا لنا ما في كتاب التوحيد من باطل - إن وجد- ونحن معكم في رده، فالحق ضالة المؤمن!.

سابعا: قول شفيق جرادي أن " أكثر الإقحامات التي قام بها - أي الإمام- قوله: (إن العبادة هي التوحيد؛ لأن الخصومة فيه). فهذا ما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وفهمه الصحابة، قال ابن عباس : " كل عبادة في القرآن فهي توحيد" (٣).

وهذا يدل على عناية الإمام بالتوحيد الذي هو دعوة الرسل، وقد سبق في المبحث الثاني من الفصل الأول بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في التوحيد وأهميتها وعناية السلف به.

ثامنا: قوله كذلك عن الإمام : "ثم ذهابه إلى أن التوحيد بما هو عبادة تستقيم بحسب شرح ابن عبد الوهاب لها، لا يكفي مجرد الاعتراف بها؛ بل لابد من التزام المسألة الكبيرة


(١) الرسائل الشخصية: ٥/ ٣٧.
(٢) رسالة في حكاية المباحثة مع علماء مكة في حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ٩٥.
(٣) مدارك التنزيل وحقائق التأويل: ١/ ٦٢، ٣/ ٣٨٠. وانظر: تنوير المقباس من تفسير ابن عباس: ٤٤٣.

<<  <   >  >>