للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الوهاب مخالفة لعقيدة السلف، وأن الإمام كفر من خالف دعوته.

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: سبق في الفصل الأول، في الدعاوى الأربع الأولى منه، تعريف التوحيد والعبادة، وبيان ما يضادها، وبيان عقيدة الشيخ التي يدعو إليها، ومنهجه في التكفير، وموافقته للسلف في ذلك، ومخالفته لما ذكر في هذه الدعوى.

ثانيا: أن الإمام محمد بن عبد الوهاب لم يأمر عموم الناس بالدخول تحت حكمه ولا حكم آل سعود، فضلاً عن أن يكفرهم إذا لم يدخلوا تحت حكمه أو لم يهاجروا إليه، قال

: "وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفّر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفّر ويقاتل؟ " (١).

ثالثا: أن علماء الدعوة لم يأتوا بجديد في التوحيد، فهم يطالبون المسلمين بالتمسك بأقوال أئمتهم من علماء الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية في إخلاص التوحيد (٢).

رابعا: أن دعوة الإمام وأتباعه دعوة للحق الذي جاء في الكتاب والسنة، قال الإمام عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في بيان من يستحق التكفير: "لا نكفر إلا من بلغته دعوتنا للحق، ووضحت له المحجة، وقامت عليه الحجة، وأصر مستكبراً معانداً" (٣).

وكلامه واضح ، فهول يقول: " دعوتنا للحق"، وهل تكون الدعوة حقا وهي ليست على الكتاب والسنة.

وهذه العبارة كما يقول الشخص العادي: هذا ديني، أو نحو ذلك فإنه يقصد دين الإسلام، ولهذا يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب في إحدى رسائله: "وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعدما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله، فهذا الذي


(١) الدرر السنية: ١/ ١٠٤.
(٢) الوهابية، مجلة الزهراء المجلد الثالث صفر ١٣٤٥ هـ: ٩٦ - ٩٧.
(٣) المرجع السابق: ١/ ٢٣٤.

<<  <   >  >>