للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تيمية على ابن عبد الوهاب أقل مما هو متصور تقليدياً.

وكان عمل ابن عبد الوهاب الأكثر ملاءمة للمتطرفين هو رسالة صغيرة جداً بعنوان (نواقض الإسلام) والذي يحدد فيها ابن عبد الوهاب عشرة أمور تُخرج المسلم من الدين تلقائياً" (١).

حقيقة هذه الدعوى:

سبق في الفصل الثاني في الدعوى الأولى: دعوى أن دعوة الإمام هي أصل دعوة الخوارج، وأنها دعوى قديمة، وفي هذه الدعوى دعوى انتساب التكفريين لدعوة الإمام.

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: سبق في الفصل الثاني في الدعوى الأولى: الجواب عن دعوى إنتساب أو نسبة الخوارج - في خروجهم على الحكام والولاة- لدعوة الإمام، والتفريق بين دعوة الخوارج ودعوة الإمام، وأن دعوة الإمام دعوة سلفية.

ثانيا: أن هذا الانتساب أو النسبة لا تضرُ الإمامَ محمد بن عبد الوهاب ؛ لأن مشكلتهم هي عدم فهمهم لكلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ، فكما أن التكفريين يزعمون أن أقوالهم وأفكارهم مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهكذا سائر الفرق الضالة، كل يستدل على ضلالته بفهمه لآيات القرآن الكريم والسنة النبوية ولا يقال أن القرآن والسنة هي سبب ضلالهم؛ وإنما سبب ضلالهم هو عدم فهمهم لكلام الله وكلام رسوله .

واستشهاد التكفريين بكلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب أو طبع بعض كتبه، فإنه لا يصح أن يكون سبباً لإلحاق هؤلاء التكفريين بدعوة الإمام المجدد لأنه يلزم منه أن يلحقوا بالقرآن؛ لأنهم يستشهدون بآيات من القرآن، ومثل هذا يقال في السنة النبوية.

ثالثا: أن كلام الله، وكلام رسوله لا يمكن أن يدل على معنى باطل، ولا يمكن أن


(١) شجرة نسب السلفية الجهادية: ٣٦ - ٣٧. وانظر: السلفية الجهادية دار الإسلام ودار الكفر: ٣٥ - ٣٦، ومباحث في العذر بالجهل وإقامة الحجة: ٢١٥ - ٢١٦.

<<  <   >  >>