للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا عرف ثم أنكر" (١).

وقال الإمام عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : "ونحن كذلك لا نقول بكفر من صحت ديانته وشهر صلاحه، وعلم ورعه وزهده، وحسنت سيرته، وبالغ في نصح الأمة ببذل نفسه لتدريس العلوم النافعة والتأليف فيها، وإن كان مخطئاً في هذه المسألة أو غيرها " (٢).

وقال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في بيان من هو المستحق للتكفير عند الإمام المجدد: "هذا القول الذي قاله شيخنا وقرره في تكفير من عرف أن التوحيد دين الله، وأن الاعتقاد في الشجر والحجر هو الشرك الذي قاتل عليه رسول الله ، ومع هذه المعرفة أعرض عنه ولم يقبله تعلماً وعملاً، هو الذي دل عليه الكتاب العزيز والسنة النبوية ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾ [فصلت: ١٣]، ولم يقل فإن لم يعرفوا؛ بل رتب ذلك على نفس الإعراض" (٣).

وهذا يخالف حال التكفريين من كل وجه، فإنهم كفروا حكام المسلمين بلا إقامة حجة، وكفروا رجال الأمن، بل يكفرون كل من لم يوافقهم على أعمالهم وأقوالهم.

وهذه بعض الفروق بين دعوة المجدد محمد بن عبد الوهاب وأتباعه وبين هؤلا التكفريين، ولا تصح النسبة ولا الانتساب بينهما (٤).


(١) المرجع السابق: ١١/ ٣١٧.
(٢) رسالة في حكاية المباحثة مع علماء مكة في حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ٩٥. وانظر: الدرر السنية: ١/ ٢٣٤
(٣) مصباح الظلام: ٢١٨.
(٤) وللمزيد انظر: منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التكفير: ٣٤ - ٦٦، ٣٩٠ - ٤٠٤، والتكفير عند جماعات العنف المعاصرة: ١١٣ - ١٢٥، وتقريرات أئمة الدعوة في مخالفة مذهب الخوارج وإبطاله: ٣٩٥ - ٥٠٠، وبراءة دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب من الخوارج: ٧٠ - ٧٣، ٧٧ - ٧٨، ٨٣ - ٨٧.

<<  <   >  >>