للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: أن دعوة الإمام دعوة سلفية دينية وليست حركة سياسية، فإن الباعث على دعوة الإمام هو ما رآه من مخالفات ووقوع في الشرك في بلده، فقام امتثالا لأمر الله ﷿ ونصرة للتوحيد.

فهي دعوة سلفية ليست ذات مذهب خاص بها، وإنما هي الدعوة إلى الإسلام بكل مبادئه وتعاليمه الخالصة من شوائب الشرك والوثنية والبدع، وهي تهدف إلى تصحيح العقيدة الإسلامية في نفوس أتباعها وتطهيرها مما علق بها من أدران الشرك والبدع والخرافات (١).

كما تهدف إلى تطبيق أحكام الإسلام وشعائره وحدوده وإقامة مجتمع إسلامي يؤمن بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة.

ثانيا: أن حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب أنها دعوة إصلاحية جامعة للأمور الدينية والسياسية معاً؛ لأن الإسلام بطبيعته دين ودولة (٢). فالدعوة اهتمت وركزت على الإصلاح الديني، وذلك أن الانحراف الديني في العالم الإسلامي في ذلك الوقت يفوق تدهوره السياسي، ثم إن إصلاح العقيدة الإسلامية في نفوس المجتمع الإسلامي أساس كل إصلاح (٣).

يقول أكرم حجازي: "إن الوهابية هي دعوة سلفية خالصة لها قواعدها وأصولها، ومن مهماتها إحياء علوم الدين وتصحيح الانحرافات وتفكيك الأساطير والخرافات ومظاهر الشرك وإعادة الناس إلى الفطرة الدينية السليمة باعتماد "الدليل الشرعي" الذي أكسبها لاحقاً صفة "سلفية الدليل".

وبما أنها دعوة دينية فمن المستبعد أن تقدم السلفية نفسها أو تكون انعكاساً لتكوينات


(١) انظر: حركة الإصلاح الديني في القرن الثاني عشر، مجلة البحوث الإسلامية، العدد (١): ١٣٧، والحياة الأدبية في جزيرة العرب ص ١٣ وما بعدها.
(٢) المجددون في الإسلام من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر الهجري: ٤٣٩. وانظر: كتاب الفكر العربي في مائة سنة: ٢٧٧، ودعوة حركة الإصلاح السلفي. المجلة التاريخية المصرية: ٧/ ٩٠.
(٣) داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب: ١١. وانظر: حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي، ضمن مجلة البحوث، العدد (٢١): ١٢٨، تطبيقات السياسة الشرعية عند الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب.

<<  <   >  >>