للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصل في قلبه ولا حقيقة في علمه" (١).

فقوله: "لم يكن لها أصل في قلبه" إشارة إلى الشروط القلبية، وقوله: " ولا حقيقة في عمله" إشارة إلى الشروط العملية.

وجاء عن الحسن البصري أنه قيل له: إن ناساً يقولون: من قال " لا إله إلا الله" دخل الجنة؛ فقال: " من قال " لا إله إلا الله" فأدَّى حقها وفرضها دخل الجنة" (٢).

وقيل لوهب بن منبه : "أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك" (٣).

سابعا: قول الحسن بن علي الكتاني عن النجديين: " إنهم حاربوا العثمانيين لكنهم لم يحاربوا العراق ولا الشام بعدما احتلها الإنجليز والفرنسيون، وكذلك الحال في اليمن وفي سائر إمارات الخليج … "

فقد سبق في المبحث الثاني من هذا الفصل بيان منهج الإمام حيث يقول: "وأما القتال فلم نقاتل أحدا إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة، وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا؛ ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾ [الشورى: ٤٠]. وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعدما عرفه" (٤).

ويذكر في رسالة أخرى أن علماء المسلمين أجمعوا على أن من صدق الرسول في شيء وكذبه في شيء آخر فهو كافر حلال الدم والمال، وإخلاص التوحيد لله تعالى أهم ما جاء به الرسول ، فكيف نقاتل من ينكر الصلاة والزكاة ولا نقاتل من ينكر إخلاص التوحيد لله (٥)، وهذا منهج الإمام في القتال.


(١) كلمة الإخلاص وتحقيق معناها: ١٤. وانظر: تفسير الطبري: ١/ ٣٣٨.
(٢) المرجع السابق: ١٤.
(٣) رواه البخاري معلقا، كتاب الجنائز، باب ما جاء في الجنائز، ومن كان آخر كلامه: لا إله إلا الله: ٢/ ٧١. وانظر: كلمة الإخلاص وتحقيق معناها: ١٤.
(٤) مؤلفات الشيخ: ٥/ ٣٧.
(٥) انظر: كشف الشبهات: ٣٧ - ٤١، والوهابية، ضمن مجلة الزهراء، المجلد الثالث، صفر ١٣٤٥ هـ: ٩٦ - ٩٧.

<<  <   >  >>