للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشهادتين، سواء كان معطلاً، أو مشركاً، أو كتابياً، وبذلك يصير الكافر مسلماً، ولا يصير مسلماً بدون ذلك" (١).

ويقول الحافظ ابن حجر " وفي حديث ابن عباس من الفوائد -حديث بعث معاذ إلى اليمن- الاقتصار في الحكم بإسلام الكافر إذا أقر بالشهادتين" (٢).

فهذه بعض النصوص عن الأئمة واضحة في تقرير هذا الأصل - وهو الدخول في الإسلام بالشهادة-، فإذا نطق بالشهادتين حكم بإسلامه.

فإذا أقر بهذه الشهادة؛ فلا بد من العمل بمقتضاها، ولا تُقبل من قائلها ولا ينتفع بها إلا إذا أدى حقها وفرضها واستوفى شروطها الواردة في الكتاب والسنة (٣)، وليس "المراد من ذلك عد ألفاظها وحفظها؛ فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له أعددها لم يحسن ذلك، وكم حافظٍ لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها، والتوفيق بيد الله" (٤).

فكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك؛ ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع، فالمنافقون يقولون: لا إله إلا الله وهم في الدرك الأسفل من النار.

روى ابن جرير بسنده عن قتادة أنه قال في قول الله تعالى: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [البقرة: ١٧] "وإن المنافق تكلم بلا إله إلا الله فأضاءت له في الدنيا فناكح بها المسلمين وغازى بها المسلمين ووارث بها المسلمين وحقن بها دمه وماله. فلما كان عند الموت سلبها المنافق لأنه لم يكن لها


(١) درء التعارض: ٨/ ٧. المرجع السابق: ٤٢، وانظر كتاب: السلفية الجهادية في السعودية: ٥٠ - ٥١.
(٢) فتح الباري: ١٣/ ٣٦٧.
(٣) انظر: كلمة الإخلاص لابن رجب: ١٤، وشروط شهادة أن لا إله إلا الله، تأصيلا ودراسة لمحمد عبد الله مختار محمد: ١/ ١٥٣ وما بعدها.
(٤) معارج القبول: ١/ ٣٧٧.

<<  <   >  >>