للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اشتهر عنه أنه على دين ابن عربي الذي ذكر العلماء أنه أكفر من فرعون، حتى قال ابن المقري الشافعي: من شك في كفر طائفة ابن عربي فهو كافر. فإذا كان إمام دين ابن عربي والداعي إليه هو شيخهم، ويثنون عليه أنه العارف بالله، فكيف يكون الأمر؟ " (١).

وقال في رسالته لأهل الرياض ومنفوحه، وقولكم: "إننا نكفر المسلمين، كيف تفعلون كذا؟ كيف تفعلون كذا؟ فإنا لم نكفر المسلمين، بل ما كفرنا إلا المشركين.

وكذلك أيضاً، من أعظم الناس ضلالاً: متصوفة في معكال وغيره، مثل ولد موسى بن جوعان، وسلامة بن مانع، وغيرهما، يتبعون مذهب ابن عربي وابن الفارض. وقد ذكر أهل العلم أن ابن عربي من أئمة أهل مذهب الاتحادية، وهم أغلظ كفراً من اليهود والنصارى. فكل من لم يدخل في دين محمد ويتبرأ من دين الاتحادية، فهو كافر بريء من الإسلام، ولا تصح الصلاة خلفه، ولا تقبل شهادته" (٢).

خامسا: أن الحجة على الجميع كتابُ الله وسنة رسوله ، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: ٨٣].

وأما ما قد يوجد في كلام الأئمة من متشابه أو محتمل أو زلة؛ فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله ، قال الإمام البخاري : " اذا ثبت الخبر عن النبي وأصحابه فليس في الأسود ونحوه حجة، قال ابن عباس ومجاهد : ليس أحد بعد النبي إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي " (٣).

وقال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ (٤) : "المرجع في مسائل أصول


(١) الدرر السنية: ١٠/ ٢٥.
(٢) المرجع السابق: ١٠/ ٥٥.
(٣) القراءة خلف الإمام: ٢١٣. وانظر: حلية الأولياء: ٣/ ٣٠٠، وجامع بيان العلم: ٢/ ٩٢٥ - ٩٢٦.
(٤) إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن محمد بن عبد الوهاب، العلامة المحدث، من أوسع علماء زمانه رحلة، ومن كبار علماء وقته في الأصول والفروع وعلوم العربية وسائر العلوم، وله من المصنفات: الأجوبة السمعيات لحل الأسئلة الروافيات، وإيضاح المحجة والسبيل وإقامة الحجة والدليل، ومسألة العذر بالجهل في الشرك الأكبر، وغيرها. توفي سنة ١٣١٩ هـ. انظر: الدرر السنية: ١٦/ ٤٣٣، ومشاهير علماء نجد: ٩٥.

<<  <   >  >>