للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجود، ثم معرفة العقيدة، ثم علم التوحيد. وهذا خطأ، وهو من علم الكلام الذي أجمع السلف على ذمه" (١).

كما نقل الإمام محمد بن عبد الوهاب عن كتب السلف: " الإجماع أن علم الكلام بدعة وضلالة " (٢).

عاشرا: قول رعد النعيمي البغدادي عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في مسألة تكفير المعين إنهم مخطئون في هذا الباب خطأ عظيماً " ومما يدل على هذا أن مذهب حفيده الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الذي يعيش اليوم بيننا هو مذهب يعتبر تطبيق قاعدة الشروط والموانع في تكفير الأعيان، كما ورد في بعض كتبه".

فالإمام محمد لا يكفر إلا بتوفر الشروط وانتفاء الموانع كما سبق بيانه، وحفيده الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله يسير على منهج جده الإمام محمد بن عبد الوهاب، وهو المنهج الذي سار عليه أئمة السلف.

قال حفظه الله في بيان كلام أئمة الدعوة في تكفير المعين: " كلام أئمة الدعوة في هذه المسألة - يعني العذر بالجهل- فيه تفصيل ما بين الكفر الظاهر والكفر الباطن، ومن جهة التطبيق في الواقع يفرقون، فإذا أتى للتأصيل قالوا هو كفر سواء أكان كفره عن إعراض وجهل أو كان كفره عن إباء واستكبار، وإذا أتى للتطبيق على المعين أطلقوا على من أقيمت عليه الحجة الرسالية البينة الواضحة أطلقوا عليه الكفر" (٣).

فقوله: " أطلقوا على من أقيمت عليه الحجة الرسالية البينة الواضحة "، يعني لا بد من توفر شروط وانتفاء موانع؛ لأن الحجة الرسالية البينة الواضحة لا تكون إلا مع توفر الشروط


(١) الدرر السنية: ١/ ٥١.
(٢) الدرر السنية: ١/ ١٠٥، ٢/ ٣٣٤، ٣/ ٣١٠. وانظر في ذلك أيضاً: الرسالة الرابعة والخمسون للشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن آل الشيخ في نصر مذهب السلف على علم الكلام: مجموعة الرسائل والمسائل النجدية: ٣/ ٢٩٤، ومجموع فتاوى ومقالات ابن باز: ٢/ ٧١، ومجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين: ٤/ ٧٥، ١٠٥.
(٣) شرح كشف الشبهات: ١٣٦ - ١٣٨.

<<  <   >  >>