التطرف: إتيان غاية الشيء ومنتهاه. وبينهما عموم وخصوص، إذا قيل: إن التطرف: إتيان حد الشيء بإطلاق؛ إذ يصبح التطرف أعم من الغلو. والغلو أخص من التطرف؛ إذ إن التطرف هو مجاوزة الحد، والبعد عن التوسط والاعتدال إفراطا أو تفريطا، أو بعبارة أخرى: سلبا أو إيجابا، زيادة أو نقصا، سواء كان غلوا أم لا، إذ العبرة ببلوغ طرفي الأمر.
فالغلو أخص من التطرف باعتبار مجاوزة الحد المعتاد في الزيادة، كقول النصارى في المسيح ابن مريم غلوا إنه ابن الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
والتطرف: الانحياز إلى طرفي الأمر، فيشمل الغلو، لكن الغلو أخص منه في الزيادة والمجاوزة، ليس فقط بمجرد البعد عن الوسط إلى الأطراف.
فكل غلو فهو تطرف، وليس كل تطرفٍ غلوا.
ومع هذا التقارب الكبير بين مصطلحي الغلو والتطرف، إلا أن الإعلام المغرض استعمل مصطلح التطرف أكثر في الربط بينه وبينه الإسلام، والإسلام بريء من تلك الرابطة؛ إذ لا يمكن أن يجتمع الشيء مع ضده في قالب واحد، فالإسلام دين التوسط والاعتدال، بدليل الكتاب والسنة والإجماع.
والتطرف بعيد كل البعد عن سمات الإسلام وخصائصه، فالإسلام - وهو الحق - وسط بين الإفراط والتفريط. أما الغلو والتطرف فهو تعدٍّ على ما أمر الله به ورسوله ﷺ وتجاوز عما شرع، وهو الطغيان الذي نهى الله عنه في قوله سبحانه: ﴿وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي﴾ [طه: ٨١].