للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شيخ الإسلام ابن تيمية مقررا هذه الوسطية لأهل السنة: "بل هم الوسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم؛ فهم وسط في باب صفات الله تعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة، وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم، وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية وغيرهما، وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية، وفي باب أصحاب رسول الله بين الرافضة والخوارج" (١).

وقد كانت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب على هذا المنهج من الوسطية والحكمة والبعد عن الغلو والتطرف في العلم والعمل والدعوة، امتثلا لأمر الله تعالى لنبيه : ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود: ١١٢].

يقول في باب الصفات: "وبالجملة: فعقيدتنا في جميع الصفات الثابتة في الكتاب والسنة، عقيدة أهل السنة والجماعة، نؤمن بها، ونمرها كما جاءت، مع إثبات حقائقها، وما دلت عليه، من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تعطيل ولا تبديل ولا تأويل" (٢).

ويقول في باب القدر: "وأومن بأن الله فعال لما يريد، ولا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا محيد لأحد عن القدر المحدود، ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور" (٣).

ويقول في باب الوعد والوعيد: " ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار، إلا من شهد له رسول الله ، ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسيء، ولا أكفّر أحداً من المسلمين بذنب، ولا أخرجه من دائرة الإسلام" (٤).

ويقول في باب تعظيم النبي : "وأومن بأن نبينا محمداً خاتم النبيين والمرسلين،


(١) العقيدة الواسطية: ٨٢.
(٢) الدرر السنية: ١/ ٥٧٦.
(٣) مؤلفات الشيخ: ٦/ ٩.
(٤) المرجع السابق: ٦/ ١١.

<<  <   >  >>