للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن العشرة الذين سماهم رسول الله وبشرهم بالجنة نشهد لهم بالجنة، على ما شهد لهم رسول الله ، وقوله الحق، وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح وهو أمين هذه الأمة أجمعين.

ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس؛ فقد برئ من النفاق" (١).

وأهل السنة والجماعة وسط في حق أولياء الله وعباده الصالحين بين أهل الغلو وأهل التفريط.

فأهل الغلو: غلوا فيهم، وأنزلوهم غير منزلتهم، وعبدوهم من دون الله، وتقربوا لهم بالذبح والنذر، وبنوا على قبورهم المساجد والقبب، وطافوا وتبركوا بها، وعكفوا عندها، وصرفوا لهم من الأعمال ما لا يصلح إلا لله وحده. أما أهل التفريط فهم الذين لا يرون لأولياء وعباد الله الصالحين قدرا، ولا يقيمون لهم وزنا، فلا يحبونهم، ولا يقتدون بهم، ولا يتبعون سيرتهم، بل يحقرون من شأنهم، ويحتقرونهم في أعمالهم، وينكرون كراماتهم.

أما أهل السنة والجماعة فهم وسط في باب أولياء الله من الصالحين والمؤمنين والأتقياء فيحبونهم، ويقتدون بهم، ويسيرون بسيرتهم، ويثبتون لهم الكرامات؛ ولكن لم ينزلوهم فوق منزلتهم، ولم يصرفوا لهم شيئا من العبادات، ولا يعتقدون فيهم العصمة.

قال الطحاوي : " والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن … ونحب أهل العدل والأمانة، ونبغض أهل الجور والخيانة … وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر -وأهل الفقه والنظر -لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل، ولا نفضل أحدًا من الأولياء على أحد من الأنبياء ، ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء. ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم" (٢).


(١) المرجع السابق: ٨١.
(٢) المرجع السابق: ٦٤، ٧٠، ٨٢.

<<  <   >  >>