للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفراد الأمة عليه، كقول الشيعة الرافضة، بأن مقام أئمتهم فوق مقام الرسل والملائكة.

أما أهل السنة والجماعة فهم يعتقدون أنه عبدُ الله ورسوله، وأنه أفضل المرسلين وسيد الخلق أجمعين، ويرون أن محبته واجبة وأنها من الإيمان والدين، وأنه خاتم الأنبياء. ويعتقدون أنه لا يعلم من الغيب في حياته إلا ما علّمه الله فكيف بعد وفاته، وينهون عن إطرائه والغلو في مدحه والمبالغة في ذلك، ويأمرون بالصلاة والسلام عليه، ويشهدون أنه قد بلغ ما أمره به ربه ولم يكتم منه شيئاً.

يقول الطحاوي في "عقيدة أهل السنة" في ذلك: "وأن محمدًا عبده المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله المرتضى، وأنه خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء وسيد المرسلين، وحبيب رب العالمين (١)، وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى، وهو المبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى بالحق والهدى وبالنور والضياء" (٢).

وأهل السنة والجماعة وسط في أصحاب رسول الله وآل بيته بين الشيعة الذين غلوا في آل البيت وكفروا الصحابة وبين النواصب الذين عادوا آل البيت والخوارج الذين كفَّروا الصحابة. فأهل السنة والجماعة، يحبون أصحاب النبي وآل بيته ويترضَّون عليهم، ولا يغالون فيهم، ولا يطرونهم فوق منزلتهم.

قال الطحاوي : "ونحب أصحاب رسول الله ، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.

ونثبت الخلافة بعد رسول الله أولًا لأبي بكر الصديق تفضيلًا له وتقديمًا على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب ، ثم لعثمان ، ثم لعلي بن أبي طالب ، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون.


(١) قال الألباني : " بل هو خليل رب العالمين؛ فإن الخلة أعلى مرتبة من المحبة وأكمل؛ ولذلك قال : «إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا»، ولذلك لم يثبت في حديث أنه حبيب الله".
(٢) العقيدة الطحاوية بتعليق الألباني: ٣٦.

<<  <   >  >>