للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإمام محمد بن عبد الوهاب ليس: " إلا داعية، هدى الناس من الضلال وساقهم إلى الدين السمح، وإذا بدت شدة من بعضهم، فهي ناشئة من نشأة البادية، وقلما رأينا شعباً من أهل الإسلام يغلب عليه التدين والصدق والإخلاص، مثل هؤلاء القوم، وقد اختبرنا عامتهم وخاصتهم، سنين طويلة، فلم نرهم حادوا عن الإسلام قيد أنملة، وما يتهمهم به أعداؤهم، فزور لا أصل له" (١).

وأيضاً لا يلزم من ادعاء أهل الباطل موافقة أهل الحق في الرجوع لبعض الكتب أنهم منهم، وإلا للزم من هذا أن تكون المرجئة والخوارج والقدرية وكل أهل البدع من أهل السنة لأنهم موافقون لهم في الاعتماد على القرآن، فإذا بطل اللازم بطل الملزوم.

الحادي عشر: أنه ليس من النقد أبداً الجزمُ بكون مؤلفات أئمة الدعوة مصدر التشدد والتطرف، وأن أتباع الدعوة متطرفون يتوافقون مع أهل الغلو والتشدد. وهذا التشدد والتطرف لم يذكر عليه دليلا وأحدا من كلام أئمة وعلماء الدعوة، ولو راجعنا فقط بعض فتاوى المشايخ المعاصرين كالشيخ عبد العزيز ابن باز والشيخ محمد ابن عثيمين، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد الرحمن البراك وجميع العلماء الذي تتابعوا على عضوية هيئة كبار العلماء في السعودية وغيرهم والذين يرجعون لكتب أئمة الدعوة لوجدنا فتاواهم بعيدة عن التشدد والتطرف، ولوجدناهم يحترمون العلماء ويعتبرون كلامهم، وهذا الاحترام والعناية لا تعني أنهم يتبعون الباطل، ولا يبينون الحق (٢).

الثاني عشر: يقال لمن انتقد مؤلفات أئمة الدعوة ووصفها بالغلو والتطرف والتشدد: ماذا تعرفون عن دعوة الإمام؟ وهل قرأتم شيئاً من مؤلفاته؟ فإن الحكم على الشيء ناتج عن تصوره.

والغالب - ومن خلال تلك الدعاوى والردود على الإمام - أن إجابة الكثير منهم أنهم لا يعرفون شيئاً عن الإمام، ولا عن دعوته، وإنما سمعوا عنها عن طريق المناوئين لها أو عن طريق المستشرقين، وفي أقل الأحوال عن طريق من يجهلون الدعوة وحالها. ومن هنا جاء الخلل في


(١) القديم والحديث: ١٧٣. وانظر: الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة الشرق والغرب: ١٧.
(٢) انظر: ورقات حول الدرر السنية: http:// www.mohamadalsaidi.com/? p=١٦٨٥.

<<  <   >  >>