للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزكاة، وغير ذلك، من فرائض الله، ونهيتهم عن الربا، وشرب المسكر، وأنوع المسكرات) (١). وتنبئ هذه التنضيدة المتقنة بأن ثمة إسقاطات متكررة من سيرة الرسول الأكرم وإحضاراً لها في السيرة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب".

ثم ذكر رواية رسالة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في دخول مكة، ثم قال: قد تستدعي هذه الرواية قصة فتح مكة على يد الرسول وصحبه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، فثمة إشارات قوية إلى الاندراج بطريقة التطابق في تجربة الفتح الأولى، ولا يخفى الهدف من ذلك، إذ إن تمثل التجربة الدعوية الأولى يحقق معنى التأسي ويكفل مشروعية الفعل، أي الغزو، وأخيراً يخدم عقيدة التنزيه" (٢).

ويقول حسن بن فرحان المالكي عن تهمة الإمام محمد بن عبد الوهاب بإدعاء النبوة: "ومجمل التهمة (أنه ادعى النبوة بلسان الحال لا بلسان المقال)، وهذه تهمة جائرة ظالمة، لكن من الإنصاف أن نقول أنهم لم يلقوها هكذا … ولا يقصدون أنه أدعى النبوة جهارا ولكنه في نظرهم أنزل نفسه وأصحابه منزلة النبي وأصحابه" (٣).

حقيقة هذه الدعوى:

هو إتهام أتباع دعوة الإمام بالغلو فيه، ومحاولة إنزال دعوته وأتباعه منزلة النبي وأصحابه.

الجواب عن هذه الدعوى:

أولا: أن مقارنة دعوة الإمام بدعوة النبي شرف لها، وتزكية لها، وإنما تعرف الدعوة الحق من الباطل بالتزامها بدعوة النبي ، وبقدر قربها منه، فهي قريبة من الحق، والعكس بالعكس.

ثانيا: أن هذه المقارنة؛ إما أن تكون صحيحة، فهي حق -ولله الحمد-، وإما أن تكون


(١) الدرر السنية في الأجوبة النجدية، مصدر سابق: ١/ ٧٩ - ٨٠.
(٢) السلفية الجهادية في السعودية: ٢١٨ - ٢٢٠. وانظر: التبرقع الصهيوني في العقيدة الوهابية: http:// wahabia.com/ ar/ ٢٤٥٨.
(٣) داعية وليس نبيا: ١٣٧.

<<  <   >  >>