للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باطلة؛ فإن كانت باطلة فما هو الباطل فيها؟، لكن المناوئ لها لما لم يجد ما يطعنها به، قال ما قال: من أنه ثم بعثتين لكي يشوه دعوة الإمام.

ثالثا: قول فؤاد إبراهيم بعد أن ذكر ما قام به الإمام من الإلزام بالصلاة وإيتاء الزكاة والحث على فرائض الله، والنهي عن الربا وشرب المسكر: " وتنبئ هذه التنضيدة المتقنة بأن ثمة إسقاطات متكررة من سيرة الرسول الأكرم وإحضاراً لها في السيرة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب".

فهذه شهادة للإمام محمد بن عبد الوهاب بالاقتداء والاتباع للنبي . ثم إن هذا الأمر ليس إسقاطا متكررا من سيرة الرسول وإحضارا لها في السيرة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب ؛ بل هي حقيقة وواقع؛ فإن نجدا كانت على حال سيئة من الإنحراف في العقيدة والعبادة، وقد تأثر علماء نجد فضلا عن عوامهم بعلم الكلام والتصوف (١)، فجاء الإمام فدعى الناس إلى التوحيد وإلى عبادة الله وحده، وحثهم على الفرائض والأخلاق الحسنة وترك الفواحش.

يقول د. محمد محمد حسين (٢) : " ما من دعوة إلا وقد ابتليت بمن يسيء فهمها وتطبيقها، والإسلام نفسه لا يخلو من ذلك، ولكن لا نحكم على الإسلام بسوء فهم بعض المسلمين أو سوء تصرفهم.

أما لبّ الدعوة وحقيقتها فهي ثابتة واضحة فيما تركه صاحب الدعوة من كتب ومن رسائل، وهذه الكتب والرسائل هي التي يحتكم إليها ولا يحتكم إلى سواها في معرفة حقيقة الدعوة مجردة من المبالغات ومن ردود الأفعال، وقد ترك صاحب الدعوة مجموعة من الرسائل التي بعث بها إلى الزعماء والعلماء من أهل عصره يبصرهم بحقيقة دعوته ويرد على ما أثير حولها من تهم وشبهات وما أشاعه خصومها من اعتراضات.


(١) انظر: مبحث الكلام والتصوف عند علماء نجد، في كتاب: مسائل الاعتقاد عند علماء نجد قبل الدعوة الإصلاحية (خلال القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر): الفصل الثالث: التصوف عند علماء نجد.
(٢) محمد محمد حسين، أديب مصري، له من المؤلفات: الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر، الإسلام والحضارة الغربية، وحصوننا مهددة من الداخل، وغيرها، توفي سنة ١٤٠٣ هـ. انظر: تكملة معجم المؤلفين: ٥٤٢.

<<  <   >  >>