للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باتباعه وترك ما خالفه، فمن تمام ذلك أن من خالفه من العلماء مخطئ ينبه على خطئه، وينكر عليه. وإن أريد بمسائل الاجتهاد مسائل الخلاف التي لم يتبين فيها الصواب، فهذا كلام صحيح" (١).

ويقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن مبينا أن أقوال الإمام في أصول الدين مما أجمع عليه أهل السنة والجماعة، وأما الفروع والأحكام فهو حنبلي، وأن فائدة ذكر المصنفين للخلاف أن الحق ليس محصورا فيهم: "وأقواله في أصول الدين مما أجمع عليه أهل السنة والجماعة، وأما في الفروع والأحكام، فهو حنبلي المذهب، لا يوجد له قول مخالف لما ذهب إليه الأئمة الأربعة، بل ولا خرج عن أقوال أئمة مذهبه، على أن الحق لم يكن محصورا في المذاهب الأربعة كما تقدم، ولو كان محصورا فيهم لما كان لذكر المصنفين في الخلاف، وأقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم مما خرج عن أقوال الأربعة فائدة" (٢).

خامسا: قول فؤاد إبراهيم: "ثمة تماثل مفزع يراد تأكيده وحشد الأدلة المتوالية خلفه بين بعثة الرسول محمد ، وحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فهناك من ينمي الاعتقاد بأن ثمة بعثتين في الإسلام: الأولى تمت على يد محمد بن عبد الله ، والثانية على يد محمد بن عبد الوهاب".

فقوله: "ثمة تماثل مفزع"، فهذه شهادة أخرى أنه ثمّ تماثل بين دعوة الإمام وبين دعوة النبي ؛ ولكن ليس " مفزعا" إلا لأهل البدع.

وقوله: " فهناك من ينمي الاعتقاد بأن ثمة بعثتين في الإسلام … "، ورد عن النبي ، أن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها، فعن أبي هريرة عن رسول أنه قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها» (٣). ومعنى هذا الحديث، أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده وأتم عليهم


(١) الدرر السنية: ٤/ ٨.
(٢) المرجع السابق: ١/ ٢٧٣.
(٣) سنن أبي داود، كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة، برقم: ٤٢٩١. وانظر: صحيح سنن أبي داود برقم ٤٢٩١.

<<  <   >  >>