للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقاومتهم لأنهم فيما يزعمون من أصحاب "السر" أو أهل الحظوة، وأما القرآن الخالد فقد فسروه تفاسير مذهلة غابت فيها حقيقته! … فجاء محمد بن عبد الوهاب وأعاد الإسلام على نقاوته الأولى" (١).

رابعا: قول حسن بن فرحان المالكي عن تهمة الإمام محمد بن عبد الوهاب بإنزالهم أنفسهم منزلة النبي وأصحابه بعد أن نفى أن يكون الإمام ادعى ذلك: "ولكنه في نظرهم (٢) أنزل نفسه وأصحابه منزلة النبي وأصحابه".

نقول أن الإمام وأتباعه لم ينزلوا أنفسهم منزلة النبي وأصحابه، ولا يوجد هذا في كتبهم ومؤلفاتهم بلسان المقال، ولا يدل عليه لسان الحال؛ بل الإمام محمد يؤكد أنه متبع للرسول ، وأن أي قول خالف قول رسول الله فإنه يرد على قائله كائنا من كان.

قال : " وأما ما ذُكر لكم عني: فإني لم آته بجهالة، بل أقول ولله الحمد والمنة وبه القوة: إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين، ولست -ولله الحمد- أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم، والذهبي، وابن كثير، أو غيرهم.

بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله التي أوصى بها أول أمته وآخرهم، وأرجو ألا أرد الحق إذا أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي، حاشا رسول الله فإنه لا يقول إلا الحق" (٣).

وقال في مسألة الإنكار في مسائل الاجتهاد: " وأما قول من قال: لا إنكار في مسائل الاجتهاد، فجوابها يعلم من القاعدة المتقدمة؛ فإن أراد القائل مسائل الخلاف، فهذا باطل يخالف إجماع الأمة؛ فما زال الصحابة ومن بعدهم ينكرون على من خالف وأخطأ كائناً من كان، ولو كان أعلم الناس وأتقاهم. وإذا كان الله بعث محمداً بالهدى ودين الحق، وأمرنا


(١) تاريخ نجد منذ ظهور الحركة الوهابية، بواسطة: الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب: ٨١.
(٢) أي المعارضين للدعوة.
(٣) الدرر السنية: ١/ ٣٧، ٣٨.

<<  <   >  >>